في صباح يوم الأربعاء 27/آب/2014 هاجمت مجموعة من الفصائل المسلحة وهي: (جماعة بيت المقدس الإسلامية- لواء فلوجة حوران- جبهة النصرة – جبهة ثوار سوريا – سرايا الجهاد- حركة أحرار الشام)، عدة مواقع لقوات النظام السوري في ريف القنيطرة وقرب الشريط الحدودي مع منطقة الجولان المحتل، تمكنوا في اليوم نفسه من السيطرة على المعبر الحدودي الرسمي الواقع على الشريط مع الجولان، إضافة إلى السيطرة على مدينة القنيطرة المهدمة (القديمة) المحاذية للمعبر.
في اليوم الثاني الخميس 28/آب/2014 قامت جبهة النصرة لوحدها بمحاصرة إحدى مواقع القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة قرب مدينة القنيطرة المهدمة، ثم اقتحام المقر بعدها واحتجاز من فيه من جنود والبالغ عددهم 43 جندي، واستولت على كافة محتويات المقر من سيارات وآليات.
بالتزامن مع ذلك قام فريق آخر من جبهة النصرة بحصار مقرين آخرين للقوات الدولية في بلدات الرويحينة وبريقة، وبحسب مصادر في الأمم المتحدة بلغ عدد المحاصرين في تلك المقرات ما يقارب الـ83 جندي من القوات الدولية.
في صباح يوم السبت 30/آب/2014 دارت اشتباكات بين جبهة النصرة وجنود القوات الدولية المتمركزة في محيط مرصد الرويحنة، فيما تمكن جنود القوات الدولية المتمركزين في بلدة بريقة من الانسحاب باتجاه إسرائيل، واقتحمت بعدها جبهة النصرة مقرهم، وسيطرت على مافيه من آليات ومعدات.
في المساء أصدرت جبهة النصرة بياناً رسمياً أعلنت فيه أنها قامت بعملية اختطاف لـ 43 جندياً من القوات الدولية، مبررة عملية الاختطاف بعدة أسباب، وأكدت في بيانها أن المحتجزين بخير، لكن لم توضح أي آلية لأجل إطلاق سراحهم، وأرفقت في البيان صورة يظهر فيها المحتجزون الـ45 وهم مصطفين أمام حائط في مكان غير معلوم، ويظهر وراءهم علم لجبهة النصرة، وفي صورة أخرى لبطاقات المحتجزين الخاصة بعضويتهم في قوات “أندوف”.
“لواء فلوجة حوران” التابع لقوات المعارضة المسلحة والذي شارك في بداية البداية في الهجوم على مقرات النظام السوري، أصدر بياناً يوم الجمعة بتاريخ 29/آب/2014 أكد من خلاله أن لا علاقة للواء باحتجاز عناصر القوات الدولية، واستنكر هذا العمل وطالب الجبهة بإطلاق سراح المختطفين.
“لواء فلوجة حوران” التابع لللجيش الحر والذي شارك في الهجوم على مقرات النظام السوري، أصدر بيانا يوم الجمعة بتاريخ 29/آب/2014 أكد من خلاله أن لاعلاقة للواء باحتجاز عناصر القوات الدولية، واستنكر هذا العمل وطالب الجبهة بإطلاق سراح المختطفين, مشيراً إلى أنه كان تصرفاً فرديا من الجبهة ولم تعلم أحداً من المشاركين في الهجوم بنيته احتجاز قوات الأمم المتحدة قبل المعركة.
كما أصدرت حركة أحرار الشام في درعا التابعة للجبهة الإسلامية بياناً نفت فيه صلتها باعتقال جنود الأمم المتحدة, مؤكدة أن معاركها في درعا ضد النظام السوري فقط.
الشبكة السورية لحقوق الإنسان تدين قيام جبهة النصرة بعميلة خطف القوات الدولية، وتحمل قيادتها وكافة العناصر التي شاركت بالعملية مسؤولية سلامتهم، وكافة التبعات المترتبة على ذلك, إضافة إلى خطر انعكاس كل ذلك على المجتمع السوري، وعلى المعارضة السورية أن تتحمل مسؤولياتها في الضغط والتفاوض مع جبهة النصرة للإفراج عنهم.
كما يتوجب على المجتمع الدولي عدم فصل هذه القضية عن القضية السورية عامة, وضرورة مراجعة طرق التعامل الدولي معها, وتبعات التأجيل الطويل للعمل الجدي لإيجاد حل يوقف جرائم النظام السوري والميليشيات الإرهابية (تنظيم داعش والميليشيات الشيعية خاصة) ويحقق الحل السياسي المنشود.