الرئيسية بلوق الصفحة 73

تقرير يوثق الانتهاكات التي مارسها الحلف الروسي السوري منذ 15/ كانون الأول في شمال غرب سوريا وكثير منها يشكل جرائم حرب

مقتل 86 مدنيا وقصف طرق النزوح 9 مرات وقصف 3 مخيمات للنازحين، وارتكاب مجزرة في أثناء الهدنة التي أعلنتها أوتشا

الشبكة السورية لحقوق الإنسان
بيان صحفي:
 
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر اليوم أن الانتهاكات التي مارسها الحلف الروسي السوري منذ 15/كانون الأول الجاري 2019 في شمال غرب سوريا يشكل الكثير منها جرائم حرب.
 
وذكر التقرير الذي جاء في 23 صفحة أن الحملة العسكرية التي قادتها قوات الحلف السوري الروسي منذ 26/ نيسان/ 2019 بدأت بهدف السيطرة على ما سمي “منطقة خفض التصعيد الرابعة”، وطبقاً للتقرير فإن مصطلح “مناطق خفض التصعيد” يُناقض الحقيقة، حيث أنها كانت مناطق عمليات تصعيد واسعة جداً أدت إلى سيطرة النظام السوري وروسيا عليها الواحدة تلو الأخرى، ووصل الدور إلى منطقة خفض التصعيد الرابعة والأخيرة ومنذ نيسان 2019 حتى الآن استمرت قوات النظام الروسي والسوري بشنِّ حملات عسكرية عدة؛ أسفرت عن قضم مناطق واسعة تقدر بقرابة 20 % من مساحة منطقة خفض التصعيد الرابعة.
 
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من انعقاد جلسات اللجنة الدستورية (اجتماعات اللجنتين الموسعة والمصغرة) إلا أن روسيا والنظام السوري استمرا في عمليات قصف عنيف بالتوازي مع تلك الجلسات سعياً نحو فرض أمر واقع على الأرض، وتحقيقاً للهدف النهائي وهو الحسم العسكري، وإنهاء أي حل سياسي وبقاء حكم نظام عائلة الأسد.
 
ونوه التقرير إلى أن المنطقة شهدت توقفاً شبه كامل لغارات سلاح الجو الروسي والسوري منذ 8 حتى 15/ كانون الأول تزامناً مع انعقاد الجولة الرابعة عشر لمباحثات أستانا حول سوريا إلا أنه في 15/ كانون الأول سجل التقرير بداية لحملة عسكرية جديدة تهدف إلى السيطرة على مدينة معرة النعمان وما حولها، وبحسب التقرير فقد طبقت فيها القوات الروسية التكتيك ذاته الذي اتبعته لدى سيطرتها على خان شيخون، وهو القصف العنيف والكثيف على غرار نموذج غروزني عبر تدمير أكبر قدر ممكن من منازل المدنيين وإرهابهم ودفعهم للاستسلام والرَّحيل.
 
يقول فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان:
“تُصادف هذه الأيام الذكرى السنوية الثالثة لتشريد قوات الحلف الروسي السوري عشرات آلاف المدنيين من أحياء حلب الشرقية، ويقوم الحلف ذاته بتشريد أهالي معرة النعمان وما حولها، لماذا يهرب كل من يتمكن من ذلك ويترك منزله وفرشه ودكانه إلا لأنه لا يتوقع من هذه القوات سوى القتل أو التجنيد الإجباري أو الإذلال، كما أن 95 % من مجمل النازحين لم يعودوا إلى مناطقهم فما زالت داريا والغوطة وغيرها من المناطق التي سيطرت عليها تلك القوات شبه خالية، لا يمكن تخيُّل عودة آمنة وطوعية للنازحين واللاجئين طالما بقي النظام الحالي قائماً ودون حصول تغيير سياسي نحو الديمقراطية والمحاسبة”.
 
استعرض التقرير حصيلة أبرز انتهاكات حقوق الإنسان إثرَ تصعيد قوات الحلف السوري الروسي العسكري على شمال غرب سوريا منذ 15 حتى 26/ كانون الأول/ 2019. ويُسلِّط الضوء على موجة النزوح الأخيرة من مدينة معرة النعمان واستهداف قوات الحلف السوري الروسي للنازحين في أثناء نزوحهم، كما يستعرض تفاصيل مجزرة وقعت جراء هجوم جوي للقوات الروسية على مخيم عشوائي في قرية جوباس في ريف إدلب الشرقي، بعد تعميم أوتشا عن هدنة إنسانية في المنطقة.
 
وفي سياق الحديث عن الدعم الروسي للنظام السوري أشار التقرير إلى استخدام حق النقض الفيتو من قبل روسيا والصين في الـ20 من الشهر الجاري ضدَّ تجديد قرار مجلس الأمن رقم 2449 الذي يقتضي على إعادة تفويض الأمم المتحدة بإدخال المساعدات إلى سوريا باستخدام المعابر الحدودية التي لا تسيطر عليها قوات النظام السوري، والذي ينتهي العمل به في 10/ كانون الثاني/ 2020، وهذا بحسب التقرير سوف يؤثر على إغاثة عشرات آلاف المدنيين الذين هجَّرهم سلاح الجو التابع للنظام الروسي والسوري وسوف يُخضع مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة لمزيد من الابتزاز والسرقات من قبل النظام السوري غير الحريص أو الأمين على توزيع المساعدات وفقاً لمستحقيها وللمناطق الأشد تضرراً.
 
سجل التقرير مقتل 86 مدنياً، بينهم 21 طفلاً و18 سيدة (أنثى بالغة) في شمال غرب سوريا، وارتكاب ما لا يقل عن 6 مجازر، قوات النظام السوري قتلت 42 مدنياً، بينهم 10 طفلاً و11 سيدة، وارتكبت 4 مجازر، فيما قتلت القوات الروسية 44 مدنياً، بينهم 11 طفلاً و7 سيدات، وارتكبت مجزرتان اثنتان.
 
وأشار التقرير إلى وقوع ما لا يقل عن 47 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية على يد قوات الحلف السوري الروسي في مناطق شمال غرب سوريا، في المدة التي يغطيها، كان من بينها 9 حوادث اعتداء على مدارس، و2 على منشآت طبية، و13 على أماكن عبادة، و6 على أسواق، وتوزعت إلى 38 حادثة اعتداء على يد قوات النظام السوري، و9 على يد القوات الروسية.
 
وفقاً للتقرير فقد ألقى طيران النظام السوري المروحي وثابت الجناح منذ 15 حتى 26/ كانون الأول/ 2019 ما لا يقل عن 248 برميلاً متفجراً على مناطق شمال غرب سوريا.
 
وذكر التقرير أن قوات الحلف الروسي السوري عرقلت حركة النازحين؛ بهدف تعريضهم إلى مزيد من الصعوبات والإذلال، كان ذلك في معظم الأوقات عبر استهداف الطيران الحربي الطرق الرئيسة المكتظة بالآليات التي تحمل عشرات آلاف النازحين بالرشاشات، وأشار التقرير إلى استهداف قوات الحلف الروسي السوري الطرق الرئيسة التي يسلكها النازحون ما لا يقل عن 9 مرات في المدة التي يغطيها التقرير؛ إضافة إلى توثيقه ما لا يقل عن 3 حوادث هاجمت فيها قوات الحلف الروسي السوري تجمعات خيام عشوائية تؤوي نازحين.
 
أكد التقرير أن القوات السورية والروسية انتهكت قواعد عدة في القانون الدولي الإنساني، على رأسها عدم التمييز بين المدنيين والمقاتلين، وبين الأهداف المدنية والعسكرية، وقصفت مشافٍ ومدارس ومراكز وأحياء مدنية، وترقى هذه الانتهاكات إلى جرائم حرب كما أشار إلى أنَّ الهجوم المقصود على العاملين في المجال الطبي ضمن سياق نزاع مسلح غير دولي، جريمة حرب، تستوجب العقاب بموجب القانون الدولي الإنساني، والقانون الجنائي الدولي (الموادّ 8-2 ب، 24، و 8-2 هـ 2 من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية)، ونعتقد أن القوات الروسية والسورية قد تعمَّدت استهداف العاملين في المجال الطبي في عدد من الهجمات.
 
وطبقاً للتقرير فإنَّ النزوح أو التشريد القسري جريمة حرب في النِّزاعات المسلحة غير الدولية، عندما يرتكب في إطار هجوم مدروس أو واسع النطاق وموجَّه ضدّ السكان المدنيين (المادتان 8-2-ب-7 و8-2-هـ-8 من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية)، ويمكن اعتبارها أيضاً جرائم ضدّ الإنسانية (المادة 7-1- د من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية).
 
وأشار التقرير إلى أن الدول وافقت بالإجماع في قمة عام 2005 على مسؤولية كل دولة عن حماية سكانها من الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، إن هذه المسؤولية تستلزم منع هذه الجرائم، ومنع التحريض على ارتكابها بكافة الوسائل الممكنة، وعندما تخفق الدولة بشكل واضح في حماية سكانها من الجرائم الفظيعة، أو تقوم هي بارتكاب هذه الجرائم كما في حالة النظام السوري، فإن من مسؤولية المجتمع الدولي التدخل باتخاذ إجراءات حماية بطريقة جماعية وحاسمة وفي الوقت المناسب.
 
طالب التقرير المبعوث الأممي إلى سوريا بإدانة مرتكبي الجرائم والمجازر والمتسببين الأساسيين في عرقلة العملية السياسية.
وإعادة تسلسل عملية السلام إلى شكلها الطبيعي بعد محاولات روسيا تشويهها وتقديم اللجنة الدستورية على هيئة الحكم الانتقالي.
 
كما أوصى مجلس الأمن الدولي بضرورة إصدار قرار من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وأن يتضمَّن إجراءات عقابية لجميع منتهكي وقف إطلاق النار.
 
وطالب بضرورة إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، بمن فيهم النظام الروسي بعد أن ثبت تورطه في ارتكاب جرائم حرب.
كما قدم التقرير مجموعة من التوصيات إلى المجتمع الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان ولجنة التحقيق الدولية المستقلة، وطالب الدول المانحة ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بتأمين مستلزمات الحياة الأساسية والاهتمام والرعاية لآلاف النازحين السوريين المشردين في مناطق ريف إدلب الشمالي الغربي، وفي مقدِّمتها الماء والغذاء والمسكن والملبس وخدمات الرعاية الطبيَّة.

للاطلاع على التقرير كاملاً

سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن تشير في كلمتها إلى وجود 128 ألف معتقل تعسفيا لدى النظام السوري وفق إحصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان

البعثة الأمريكية في نيويورك تعرض في مقرها لوحات قدمتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان لنشطاء مختفين قسريا للتذكير بقضيتهم

الشبكة السورية لحقوق الإنسان
نيويورك 20 كانون الأول 2019: ألقت سعادة السفيرة كيلي كرافت الممثلة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن كلمة في الاجتماع الأخير عن الأوضاع في سوريا المنعقد في مقر الأمم المتحدة، وفيما يتعلق بقضية المعتقلين تحديداً أطلعت السفيرة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن:
“إن بعثة الولايات المتحدة الأمريكية تعرض في اللوبي الخاص بها وعلى واجهتها لوحات رسمتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان لبعض المعتقلين تعسفياً من بين قرابة 128 ألف معتقل، أغلب هؤلاء عذب أو قتل تحت التعذيب من قبل نظام الأسد”.
 

للاطلاع على البيان كاملاً

على الأمم المتحدة في الذكرى السنوية الثالثة لتقرير مجلسها الخاص بهجوم قوات النظام السوري والروسي على قافلة المساعدات الإنسانية بريف حلب أن تتابع أين وصل الملف

تقرير مجلس مقر الأمم المتحدة لتقصي الحقائق الخاص بالهجوم غير كافٍ ويجب محاكمة النظام الروسي والسوري

الشبكة السورية لحقوق الإنسان
بيان صحفي:
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر اليوم بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لقصف قوات النظام السوري والروسي قافلة المساعدات الإنسانية بريف حلب إنَّ تقرير مجلس مقر الأمم المتحدة لتقصي الحقائق الخاص بالهجوم غير كافٍ ويجب محاكمة النظام الروسي والسوري، وطالبت الأمم المتحدة بمتابعة مسار الملف.
وذكر التقرير الذي جاء في تسع صفحات أن قوات النظام السوري لم تكتفي بمحاصرة مناطق تحتوي عشرات أو مئات آلاف الأشخاص، بل منعت المنظمات الإنسانية المحلية والدولية من إدخال المساعدات الإنسانية وتقديم الخدمات الطبية، ثم قصفت المراكز التي تُقدِّم هذه الخدمات داخل تلك المناطق المحاصرة، وأكَّد التقرير أن النظام السوري تفوق في مستوى الوحشية على كثير من الأنظمة الدكتاتورية العنيفة، ثمَّ اتبعت القوات الروسية بعد تدخلها في سوريا في 30/ أيلول/ 2015 النَّهج ذاته، وقصفت على نحوٍ مُتعمَّد مراكز طبية، ومراكز للدفاع المدني ضمن المناطق المحاصرة وخارجها وقصفت وأعاقت قوافل إغاثية ومنعت وصولها إلى مستحقيها؛ وبحسب التقرير فإن استهداف المنظمات الإنسانية لم يتوقف عند التضييق على عملها أو حظرها، بل تعدى ذلك إلى عمليات اعتقال وملاحقة وقصف موجَّه ومقصود، كل هذا شكَّل تحدياً كبيراً أمام الأشخاص الذين يرغبون في الانضمام إلى هذه المنظمات والعمل معها سواء كانت دولية أم محلية، وكذلك أمام المانحين والمنظمات الدولية الشريكة.
 
وفي هذا السياق اعتبر التقرير أن الهجوم الذي قامت به قوات النظام السوري واستهدفت به قافلة المساعدات الإنسانية التي كانت تشرف عليها منظمة الهلال الأحمر السوري في قرية أورم الكبرى في 19/ أيلول/ 2016 قد شكَّل صدمة للمجتمع الإنساني والحقوقي والإعلامي، وقد أنشأت الأمم المتحدة على إثر هذه الحادثة مجلساً داخلياً للتحقيق تابعاً لها، يهدف إلى تقصي الحقائق في هذا الهجوم.
 
ويهدف التقرير إلى تذكير الأمم المتحدة بهذه الحادثة وبأنه لم تجرِ أية متابعات جدية تذكر بعد صدور تقرير المجلس الداخلي التابع لها، وهذا بحسب التقرير يُفقد تقارير التحقيق مصداقيتها بحيث لم يتم البناء عليها، كما يُحلل هذا التقرير نتائج تحقيقات المجلس التابع للأمم المتحدة ويُفنِّد أبرز نقاط الضعف التي وردت فيه.
 
يقول فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان:
“لم نتوقع أن تمرَّ عملية قتل عمال الإغاثة وتدمير محتويات القافلة الإغاثية شرق قرية أورم الكبرى التي قامت بها الطائرات الروسية والمروحيات التابعة للنظام السوري على نحو متعمد، وهم على علم تام بأنها قافلة إغاثية، لم نتوقع أن تمر َّكأنها لم تحصل، فلم تقم الأمم المتحدة وأمينها العام بإدانة النظام الروسي بشكل صريح وواضح، ولم تصدر مطالبات بمحاكمته، وكذلك لم يكن هناك إدانة للنظام السوري، وبعد مرور 3 سنوات على صدور تقرير الأمم المتحدة ما زال أهالي الضحايا والمتضررين من المجتمع السوري ينتظرون محاسبة أبشع أشكال المجرمين الذين يقصفون قافلة إغاثة بكل برودة أعصاب وبربرية.”
 
واستعرض التقرير حصيلة أبرز الانتهاكات بحق العاملين في المجال الإنساني، التي ارتكبتها قوات الحلف السوري الروسي، وسجل التقرير مقتل979 من الكوادر العاملة في المجال الإنساني على يد قوات الحلف السوري الروسي في سوريا منذ آذار/ 2011 حتى 20/ كانون الأول/ 2019، يتوزعون إلى 882 على يد قوات النظام السوري و97 على يد القوات الروسية.
وطبقاً للتقرير فإنَّ ما لا يقل عن 3847 من الكوادر العاملة في المجال الإنساني لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري على يد قوات النظام السوري منذ آذار 2011 حتى الآن، وجاء في التقرير أن ما لا يقل عن 1447 حادثة اعتداء على مراكز حيوية عاملة في المجال الإنساني نفذتها قوات الحلف السوري الروسي منذ آذار/ 2011 حتى 20/ كانون الأول/ 2019، نفَّذت قوات النظام السوري منها 1044 حادثة اعتداء في حين أن القوات الروسية نفَّذت 403.
 
وأكد التقرير أن هجوم قوات النظام السوري والروسي على قافلة المساعدات الإنسانية في أورم الكبرى مخطط ومدروس ويشكل جريمة حرب واستعرض التقرير تفاصيل الهجوم، مشيراً إلى إنكار القوات الروسية مسؤوليتها عن هذا الهجوم كما هو الحال مع هجمات سابقة.
 
واعتبر التقرير أن أحد أبرز نقاط الضعف التي اعترت تقرير المجلس الخاص بالأمم المتحدة هو افتقاره إلى تحديد المسؤول عن الهجوم بدقة، حيث لم يؤكد التقرير مسؤولية قوات الحلف السوري الروسي عن الهجوم واستخدم كلمات عامة وغير محددة لتحديد المسؤولية، على الرغم من استبعاده تورط قوات التحالف الدولي وتأكيده عدم قدرة المعارضة المسلحة على تنفيذ مثل هذا الهجوم.
 
وأشار التقرير إلى التقارير التي أصدرتها كل من منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ومدونة بيلنغكات والشبكة السورية لحقوق الإنسان، التي استعرضت فيها تحقيقاتها حول الحادثة، والتي أثبتت مسؤولية الحلف السوري الروسي أو قوات النظام السوري عن الهجوم، ولا يمكن قبول أنَّ هذه المنظمات تمتلك القدرة والأدوات والخبرة لتحديد المسؤولية بشكل أكبر من قدرة الأمم المتحدة.
 
أكَّد التقرير أنّ تحديد المسؤولية هي أهم خطوات المحاسبة وبالتالي تحقيق العدالة، وتساءل عن معنى إنشاء لجنة للتحقيق وإصدار تقرير دون الوصول إلى نتيجة تحدد من قام بالقتل والقصف، واعتبر أن تحديد وقوع أن هناك قصف وقتل وحرق قافلة، عمل بسيط وليس بحاجة إلى لجنة تحقيق وإصدار تقرير، ويكفي وجود عدد من الصور والمقاطع المصورة وأخبار الأهالي عن ذلك، إن عدم تحديد مسؤولية مرتكب الجريمة يُشيع ثقافة الإفلات من العقاب، ويشجع النظام الروسي والنظام السوري على ارتكاب المزيد من الجرائم المماثلة.
 
ذكر التقرير أن القانون الدولي الإنساني كان واضحاً في منح صلاحيات لتوفير أعمال الإغاثة ذات الطبيعة الإنسانية في النِّزاعات المسلحة الداخلية أو الدولية، وبشكل خاص عندما يُعاني المدنيون من صعوبات بسبب ندرة الإمدادات الأساسية مثل المواد الطبية والغذائية، وهذا ما حصل في عشرات المناطق والمدن في سوريا منذ آذار/ 2011 حتى الآن، كما ورد في (البروتوكول2، المادة 18-2؛ اتفاقيّة جنيف 4، الموادّ 17، 23، و59؛ البروتوكول1، المادة 70)، وتحوَّل هذا الحق إلى قاعدة عرفية في القانون الإنساني العرفي، (القاعدة 55).
 
كما أشار التقرير إلى أن الهجمات المتعمدة ضدَّ الوحدات الطبية والموظفين الطبيين والأشخاص الذين يحملون شارات مميزة وتحميهم اتفاقيات جنيف والأشخاص العاملين في مجال المساعدات الإنسانية أو بعثات حفظ السلام تعتبر جريمة حرب، ويدخل ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية مقاضاة مرتكبي هذه الجرائم بموجب المادة 8 من ميثاق المحكمة، ويُشكل انتهاكاً للقواعد 31 و32 و45 و55 و56 من القانون الدولي الإنساني العرفي.
 
وبحسب التقرير فإنَّ هجوم أورم الكبرى يُمثِّل خرقاً لقراري مجلس الأمن رقم 2139 و2254 القاضيَين بوقف الهجمات العشوائية والقرار 2286 القاضي بوقف الانتهاكات والتَّجاوزات التي ترتكب في النِّزاعات المسلحة ضدَّ العاملين في المجال الطبي والعاملين في تقديم المساعدة الإنسانية مشيراً إلى أن عمليات القصف، قد تسببت بصورة عرضية في حدوث خسائر طالت أرواح المدنيين أو إلحاق إصابات بهم أو في إلحاق الضرر الكبير بالأعيان المدنية. وهناك مؤشرات قوية جداً تحمل على الاعتقاد بأن الضَّرر كان مفرطاً جداً إذا ما قورن بالفائدة العسكرية المرجوة.
 
طالب التقرير مجلس الأمن الدولي بإعادة تقييم درجة خطورة انتهاكات حقوق الإنسان ودرجة تهديدها للأمن والسلام الإقليميين والدوليَين، واللجوء إلى الفصل السابع لحماية العاملين والمنشآت في الحقل الإنساني في سوريا، والتَّوقف عن اعتبار الحكومة السورية طرفاً رسمياً “بعد أن ارتكبت جرائم ضدَّ الإنسانية” فيما يتعلق بالجانب الإغاثي، والتَّوقف عن إمدادها بالقسم الأكبر من المساعدات المالية والمعنوية، والتي غالباً لا تصل إلى مُستحقيها بل إلى الموالين للحكومة السورية.
كما قدم التقرير مجموعة من التوصيات إلى المجتمع الدولي والمفوضية السامية لحقوق الإنسان ولجنة التحقيق الدولية المستقلة والآلية الدولية المحايدة المستقلة، كما طالب الاتحاد الأوروبي باتخاذ خطوات جماعية ملموسة نحو محاسبة النظام الروسي على هذه الجريمة البشعة.
 

للاطلاع على التقرير كاملاً

النظام السوري هو المسؤول غالبا عن قصف مخيم للنازحين في إدلب وقتل 11 طفلا سورياً

ما لا يقل عن 79 هجوماً على مخيمات للنازحين استهدفها النظام السوري وحليفه الروسي في غضون ثماني سنوات

النظام السوري هو المسؤول غالبا عن قصف مخيم للنازحين في إدلب وقتل 11 طفلا سوريين
بيان صحفي:
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر اليوم، الذي تناول هجوم مخيم قاح شمال إدلب إنَّ النظام السوري هو المسؤول غالباً عن قصف مخيم للنازحين وقتل 11 طفلاً سورياً.
 
وذكر التقرير الذي جاء في 16 صفحة أنَّ اتفاق خفض التصعيد في أيار/ 2017 واتفاق سوتشي في أيلول/ 2018، اللذين شهدتهما منطقة إدلب، وما تلاهما من اتفاقات جميعها افتقرت إلى آليات تنفيذ حقيقية تردع النظام السوري وحلفاءه عن الاستمرار في ارتكاب الانتهاكات بحق المدنيين، وعجزت عن وقف آلة القتل اليومية التي تحصد أرواح السوريين، حيث بقيت الطائرات الحربية الروسية والسورية تُحلِّق وتقصف متى تشاء.
 
وأشار التقرير إلى أنَّ الآلاف ممن تقطَّعت بهم السبل بعد العملية العسكرية الأخيرة التي شنها الحلف السوري الروسي منذ 26 نيسان المنصرم 2019، اضطروا إلى اللجوء إلى منطقة مخيمات أطمة الواقعة في ريف إدلب الشمالي وهي عبارة عن تجمع كبير للمخيمات بدأ تأسيسه نهاية عام 2012 وتوسَّع تدريجياً، وبحسب التقرير فإنَّ هذه المخيمات تضمُّ ما يقارب نصف مليون شخص نصفهم من الأطفال والنساء يقطنون في ظروف معيشية سيئة ولا يحصلون على الحد الأدنى من الخدمات الأساسية كالمياه والحمامات وخدمات الرعاية الطبيَّة، ويعانون شحَّ المساعدات وعدم انتظام وصولها إلى المخيمات، وبالتوازي مع الوضع الإنساني الكارثي يعيش المدنيون في تلك المخيمات تحت تهديد مستمر بالقتل بفعل الهجمات السورية الروسية التي لاحقتهم إلى مكان نزوحهم.
 
ووصف التقرير كيف لاحق النظام السوري السوريين الذين تسبَّبت الانتهاكات التي مارسها هو وحلفاؤه في تشرديهم، وطبقاً للتقرير فلم يكتفي النظام السوري بتشريدهم وقصف منازلهم وتدميرها وسنِّ قوانين تبيح السطو على مملكاتهم فقط، بل قام بملاحقتهم وقتلهم ضمن المخيمات التي أقاموا فيها.
 
يقول فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان:
“تثبت هذه الواقعة مجدداً لدول العالم كافة أنَّ النظام السوري يُشكل تهديداً صارخاً للنازحين، وهو المتسبب الرئيس وراء استمرار تدفق اللاجئين وتخوفهم من العودة والاستقرار حتى في المناطق التي لا يسيطر عليها، عبر عمليات قصف مستمرة لم يسلم منها حتى الأطفال في المخيمات، وعلى الرغم من كل هذا التوحش والبربرية نسمع أصوات ومراكز أبحاث تبرر إعادة التعامل مع النظام السوري بدلاً من المطالبة بمحاسبته تمهيداً لانتقال سياسي وعودة طوعية ومستدامة.”
 
سلَّط التقرير الضوء على الهجوم بالذخائر العنقودية الذي شنَّه النظام السوري والميليشيات الإيرانية على مخيم قاح للنازحين بريف إدلب الشمالي، واستندَ التقرير على شهادات تم الحصول عليها عبر حديث مباشر مع شهود أو ناجين وليست مأخوذة من مصادر مفتوحة واستعرض سبع روايات منها، إضافة إلى تحليل عدد كبير من الصور والمقاطع المصورة.
 
بحسب التقرير فقد وقع الهجوم يوم الأربعاء 20/ تشرين الثاني/ 2019 بين الساعة 19:45 و20:00 عندما أطلقت منصة صواريخ تابعة لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية يعتقد أنها متمركزة في منطقة جبل عزان بريف حلب الجنوبي صاروخاً من نمطTochka 9M79 محملاً بذخائر عنقودية من نمط 9N24، سقط على مخيم قاح للنازحين؛ تسبَّب القصف في مقتل 16 مدنياً، بينهم 11 طفلاً و3 سيدات (أنثى بالغة)، وإصابة ما لا يقل عن 50 آخرين وأضرار في مشفى الأمومة، إضافة إلى أضرار في قرابة 10 خيام.
 
ووفقاً للتقرير فقد تسبَّب الهجوم في تشريد قرابة 80 % من سكان المخيم الذين نزحوا خوفاً من تعرُّض المخيم لمزيد من الهجمات وحتى تاريخ صدوره لم يتم تسجيل سوى عودة نسبة بسيطة منهم إلى المخيم.
 
واستعرض التقرير نوع الذخائر المستخدمة في الهجوم استناداً إلى مراجعة وتحليل صور مخلفات الأسلحة التي عُثر عليها في الموقع، والمعلومات من الشهود، وآثار الدمار، وأشار التقرير إلى استخدام صواريخ بالستية تكتيكية من سلسلة (Tochka – 9M79)، روسية الصنع تطلق من عربة من طراز (9P129)، وحدَّد التقرير أربعة أماكن محتملة للمنصات التي يعتقد أنها أطلقت هذه الصواريخ، وأشار إلى أنَّ المصدر الأكثر ترجيحاً لإطلاق هذه الصواريخ هو منصات إطلاق موجودة في منطقة جبل عزان بريف حلب الجنوبي بحسب الروايات وشهود العيان.
 
وبحسب التقرير فمن الممكن أن تزوَّد هذه الصواريخ برؤوس حربية مختلفة عنقودية أو كيميائية أو نووية، وفي هجوم مخيم قاح تم التحقق من خلال روايات الشهود وتحليل الصور والمقاطع المصورة أنَّ الصاروخ كان مزوداً برأس حربي من نمط 9N123K محمل بذخائر عنقودية من نمط 9N24 يبلغ عددها نحو 50 ذخيرة.
 
وذكر التقرير وقوع ما لا يقل عن 12 هجوماً نفَّذتها قوات النظام السوري استخدمت فيها صواريخ من سلسلةTochka ، ثلاثة منها على الأقل كانت محملة بذخائر عنقودية.
 
وذكر التقرير أنَّ طائرات الاستطلاع التابعة للنظام السوري ظلَّت تحلق فوق سماء المخيم طوال أيام عدة قبل الهجوم، وهذا يُشير إلى أن النظام السوري على علم تام بماهية الهدف وقاطنيه، إضافة إلى ذلك فقد اختار في ارتكاب هذا القصف استخدام الذخائر العنقودية؛ أي أن الهجوم يُشكل جريمة مركبة.
 
وسجل التقرير ما لا يقل عن 79 حادثة اعتداء نفَّذتها قوات الحلف السوري الروسي على مخيمات للنازحين منذ آذار/ 2011 حتى هجوم مخيم قاح، 61 هجوماً منها نفذتها قوات النظام السوري، و18 هجوماً نفذتها القوات الروسية ومن ضمن هذه الهجمات وثق التقرير 11 هجوماً في غضون الحملة العسكرية الأخيرة التي شنَّتها قوات الحلف السوري الروسي منذ 26/ نيسان/ 2019.
 
وبحسب التقرير فقد وقع ما لا يقل عن 487 هجوماً بذخائر عنقودية منذ أول استخدام موثَّق لها في تموز/ 2012 حتى 20/ تشرين الثاني/ 2019، منها 243 على يد قوات النظام السوري و236 على يد القوات الروسية، و8 هجمات روسية/ سورية.
 
وأكَّد التقرير أن قوات الحلف السوري الإيراني الروسي خرقت قراري مجلس الأمن 2139 و2254 القاضيَين بوقف الهجمات العشوائية، وخرقت عدداً واسعاً من قواعد القانون الدولي الإنساني العرفي، وانتهكت عبر جريمة القتل العمد المادتين السابعة والثامنة من قانون روما الأساسي؛ ما يُشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
 
وأشار إلى إنَّ عمليات القصف، قد تسبَّبت بصورة عرضية في حدوث خسائر طالت أرواح المدنيين أو إلحاق إصابات بهم أو في إلحاق الضرَّر الكبير بالأعيان المدنيَّة. وهناك مؤشرات قوية جداً تحمل على الاعتقاد بأنَّ الضَّرر كان مفرطاً جداً إذا ما قورن بالفائدة العسكرية المرجوة، كما أنَّ الهجمات لم تميِّز بين المدنيين والعسكريين في أغلب الحالات، ويبدو أنَّ بعض الهجمات تعمَّدت استهداف مراكز حيوية ومناطق مدنية.
 
أكَّد التقرير أنَّ استخدام قوات النظام السوري بقيادة الفريق بشار الأسد، وكذلك القوات الروسية لذخائر عنقودية يُعتبر انتهاكاً لكلٍّ من مبدأي التمييز والتناسب في القانون الدولي الإنساني، ويُعتبر بمثابة جريمة حرب، كما أشار إلى أنَّ الأدلة الواردة فيه تؤكد أن استخدام الذخائر العنقودية قد تمَّ من قبل قوات النظام السوري، وضدَّ أهداف مدنيَّة، ولم توجَّه إلى غرض عسكري محدَّد، وتُشكِّل بالتالي جرائم حرب.
 
ذكر التقرير أنَّ الدول قد وافقت بالإجماع في قمة عام 2005 على مسؤولية كل دولة عن حماية سكانها من الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، إن هذه المسؤولية تستلزم منع هذه الجرائم، ومنع التحريض على ارتكابها بكافة الوسائل الممكنة، وعندما تخفق الدولة بشكل واضح في حماية سكانها من الجرائم الفظيعة، أو تقوم هي بارتكاب هذه الجرائم كما في حالة النظام السوري، فإن من مسؤولية المجتمع الدولي التدخل باتخاذ إجراءات حماية بطريقة جماعية وحاسمة وفي الوقت المناسب.
 
وأكد التقرير أن عمليات القصف على مخيمات النازحين والتجمعات المدنية تسبَّبت في نشر حالة من الإرهاب والخوف بين المشردين وفاقمت بشكل صارخ من أوضاعهم الإنسانية الكارثية التي تعاني أصلاً من تدهور من ناحية الاستجابة الإنسانية الأولية.
 
طالب التقرير المبعوث الأممي إلى سوريا بإدانة مرتكبي الجرائم والمجازر والمتسببين الأساسيين في عرقلة العملية السياسية وإعادة تسلسل عملية السلام إلى شكلها الطبيعي بعد محاولات روسيا تشويهها وتقديم اللجنة الدستورية على هيئة الحكم الانتقالي والطلب من النظام السوري وحليفه الروسي وفصائل المعارضة التوقف عن كافة الانتهاكات وتأمين إجراءات حسن النية عن طريق إيقاف القصف وكشف مصير المختفين قسرياً على أقل تقدير.
 
أوصى التقرير مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات إضافية بعد صدور القرار رقم 2254، الذي نصَّ بشكل واضح على “توقف فوراً أية هجمات موجهة ضد المدنيين والأهداف المدنية في حدِّ ذاتها، وأكَّد على ضرورة إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، بمن فيهم النظام الروسي بعد أن ثبت تورطه في ارتكاب جرائم حرب.
 
كما أكد التقرير على ضرورة إحلال الأمن والسلام وتطبيق مبدأ مسؤولية حماية المدنيين، لحفظ أرواح السوريين وتراثهم وفنونهم من الدمار والنهب والتخريب.
 
وطالب كل وكالات الأمم المتحدة المختصَّة ببذل مزيد من الجهود على صعيد المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية في المناطق التي توقَّفت فيها المعارك، وفي مخيمات المشردين داخلياً ومتابعة الدول، التي تعهدت بالتَّبرعات اللازمة.
 
أكد التقرير على ضرورة أن يقوم مجلس الأمن بإصدار قرار خاص يحظر استخدام الذخائر العنقودية في سوريا على غرار حظر استخدام الأسلحة الكيميائية ويتضمَّن نقاط لكيفية نزع مخلفات تلك الأسلحة الخطيرة.
 
يجب أن لا تمنع عضوية روسيا الدائمة في مجلس الأمن مساءَلتَها من قبل المجلس نفسه، وإلا فإنَّ هذا يُفقده مصداقيته المتبقية.
وطبقاً للتقرير فإنَّ استخدام الذخائر العنقودية من قبل النظام السوري يُهدِّد أمن وسلامة عشرات الآلاف من المجتمع السوري وعلى مجلس الأمن التَّدخل المباشر والعاجل لحماية الشعب السوري من اعتداءات السلطة الحاكمة، التي تُشكِّل جرائم حرب، وإرسال قوات حفظ سلام لحماية النازحين ومخيماتهم من هجمات قوات النظام السوري.
 
واعتبر التقرير أنه في ظلِّ انقسام مجلس الأمن وشلله الكامل، يتوجب التَّحرك على المستوى الوطني والإقليمي لإقامة تحالفات لدعم الشَّعب السوري، ويتجلى ذلك في حمايته من عمليات القتل اليومي ورفع الحصار، وزيادة جرعات الدَّعم المقدمة على الصعيد الإغاثي. والسَّعي إلى ممارسة الولاية القضائية العالمية بشأن هذه الجرائم أمام المحاكم الوطنية، في محاكمات عادلة لجميع الأشخاص المتورطين.
 
دعا التقرير إلى اللجوء إلى الفصل السابع وتطبيق مبدأ مسؤولية الحماية، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة كما دعا إلى تجديد الضَّغط على مجلس الأمن بهدف إحالة الملف في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية والسَّعي من أجل إحقاق العدالة والمحاسبة في سوريا عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، واستخدام مبدأ الولاية القضائية العالمية.
 
وطالب التقرير المفوضة السَّامية أن تُقدِّم تقريراً إلى مجلس حقوق الإنسان وغيره من هيئات الأمم المتحدة عن الانتهاكات الواردة في هذا التقرير وغيره من التقارير السابقة، باعتبارها نُفِّذت من قبل أطراف النِّزاع وحثَّ على ضرورة تدريب المنظمات السورية على البدء بإزالة الألغام والذخائر العنقودية غير المنفجرة ورفع التَّوعية المحلية لمثل هذا النوع من المخاطر، وإنشاء منصَّة تجمع عدداً من المنظمات السورية الفاعلة في مجال توثيق الانتهاكات والمساعدة الإنسانية؛ بهدف تبادل الخبرات مع المجتمع السوري.
 
وأوصى التقرير دول أصدقاء الشعب السوري برفض اعتبار الحكومة الروسية طرفاً في الحوار والانتقال السياسي في سوريا في حال إصرارها على ارتكاب انتهاكات واسعة وممنهجة بحقِّ الشَّعب السوري، ولا أوضحَ من استخدام الذخائر العنقودية كدليل صارخ على انتهاكاتها.
 
كما أكد التقرير على ضرورة تَّوقف الحكومة الروسية الفوري عن إنتاج الذخائر العنقودية واستخدامها في سوريا، والبدء بتدمير مخزونها والانضمام إلى معاهدة حظر استخدام الذخائر العنقودية وطالب بالتَّحقيق في جميع الانتهاكات الواردة فيه، وأكد على أهمية نشر خرائط تفصيلية بالمواقع التي شنَّت فيها هجمات بالذخائر العنقودية، وتزويد الأمم المتحدة بها وإطلاع المجتمع السوري عليها، وهذا يُيسر عمليات إزالة المخلفات التي لم تنفجر بعد.
 
طالب التقرير النظام السوري بالتَّوقف عن انتهاك الدستور السوري عبر قتل المواطنين السوريين وتدمير منازلهم وإخفاء وتعذيب عشرات الآلاف منهم، وإيقاف عمليات القصف العشوائي واستهداف المناطق السكنية والمستشفيات والمدارس والأسواق واستخدام الذخائر المحرمة والبراميل المتفجرة، وإيقاف عمليات التعذيب التي تسبَّبت في موت آلاف المواطنين السوريين داخل مراكز الاحتجاز، والامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي والقانون العرفي الإنساني والدستور والقانون السوري.
 

للاطلاع على التقرير كاملاً