نشطاء سوريون يعلنون إضراباً عن الطعام احتجاجاً على الانتهاكات في لبنان
تُعرب المنظمات الموقعة أدناه عن دعمها الكامل للنشطاء السوريين الذين بدأوا إضراباً عن الطعام في جميع أنحاء العالم بغية الكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان وأعمال التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء التي كشف عنها والتي ارتكبها الجيش اللبناني في مخيمات اللاجئين في عرسال ضد اللاجئين السوريين خلال الأسبوعين الماضيين. ومن الضروري أن تتوقف هذه الأعمال فوراً وأن يمثُل مرتكبوها أمام العدالة.
لقد أدى الاستخدام غير المتناسب للقوة إلى مقتل ما لا يقل عن أربعة محتجزين أثناء تعذيبهم. وسعت السلطات إلى إخفاء الأدلة، بما في ذلك مصادرة العينات التي أُخذت من جثث الذين قتلوا أثناء الاحتجاز، وقد شجب المركز اللبناني لحقوق الإنسان هذا الإجراء.
أطلقت حملة التضامن بالإضراب عن الطعام السيدتان عزة مرتضى ورنا الجندي، وهما لاجئتان سوريتان وناشطتان في أمسترام وباريس. وانضم إلى الحملة ما يزيد عن أربعين ناشطاً وبدأوا إضراباً عن الطعام منذ أسبوعين، وهم يطالبون بما يلي:
• إجراء تحقيق مستقل بشأن الأحداث التي وقعت في مخيمات اللاجئين في عرسال؛
• إنهاء ثقافة الإفلات من العقاب وجلب المسؤولين عن التعذيب والقتل خارج إطار القضاء ضد اللاجئين أمام القضاء؛
• ضمان حماية اللاجئين السوريين في لبنان والبلدان الأخرى.
أبرز الانتهاكات منذ تشرين الثاني 2016 حتى نهاية حزيران 2017 في محافظة الرقة
“الاعتداء الأصفر”
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً بعنوان “الاعتداء الأصفر” تحدَّثت فيه عن أبرز الانتهاكات التي شهدتها محافظة الرقة بين 6/ تشرين الثاني/ 2016 و30/ حزيران/ 2017.
استعرض التقرير السِّياق التاريخي الذي مرَّت به محافظة الرقة منذ سيطرة تنظيم داعش عليها في 12/ كانون الثاني/ 2014، ومن ثم إعلان قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية عن معركة غضب الفرات في 6/ تشرين الثاني/ 2016 حتى تطويق مدينة الرقة نهاية حزيران/ 2017.
وجاء في التقرير أنَّه على الرغم من سطوة ووحشية تنظيم داعش التي عانى منها المجتمع السوري عموماً وأهالي محافظتي الرقة ودير الزور خاصة إلا أنه لم يحدث يوماً أن رحَّب أحد من شهود العيان أو الأهالي الذين تتواصل معهم الشبكة السورية لحقوق الإنسان بقوات سوريا الديمقراطية، ذلك لأنها مُشكَّلة من جزء وحيد في المجتمع السوري، عبر حزب هيمن على الوجود الكردي داخل المجتمع السوري وهو حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي فرع حزب العمال الكردستاني المصنف أمريكياً على قائمة الإرهاب.
وأضاف فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان:
“إنَّ ما تولَّد من انتهاكات من عمليات قتل ودمار، وعدم اكتراث أو اعتذار القوات المرتكبة لها، وأيضاً عدم تشكيل فصيل مجتمعي محلي، سوف تكون من أهم أسباب إعادة تشكيل تنظيم داعش، وإن تمّ النَّصرُ عسكرياً على التنظيم فإن عناصر وديناميات إعادة توليده مازالت متوفرة، ولابدَّ من معالجتها بالتوازي مع الحرب العسكرية”.
استندَ التقرير على عمليات التَّوثيق والرصد والمتابعة اليومية التي يقوم بها فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان بشكل روتيني مستمر، وعلى روايات لناجين وشهود عيان ونشطاء إعلاميين محليين، إضافة إلى تحليل عدد كبير من المقاطع المصورة والصور التي نُشرت عبر الإنترنت، أو التي أرسلت من قبل نشطاء محليين عبر البريد الإلكتروني أو برنامج السكايب أو عبر منصات التواصل الاجتماعي، وبحسب التقرير فقد أظهرت مقاطع مصورة صوراً لضحايا وجثث أطفال مُتفحمة ودماراً كبيراً في البنى التحتية والمراكز الحيوية المدنية، وأظهرت صور أخرى انفجار ذخائر الفوسفور الأبيض في سماء مدينة الرقة.
وأشار التقرير إلى أن الهجمات الواردة فيه والناتجة عن سلاح الطيران، صادرة عن قوات التحالف الدولي أما هجمات المدفعية، فالمسؤولية عنها مشتركة لأنَّ قوات التحالف الدولي كانت قد زودت قوات سوريا الديمقراطية بهذه الأسلحة، وفي بعض الهجمات هناك وجود مشترك للقوات أثناء القصف المدفعي، لذلك فقد تم إسناد مسؤولية هذه الهجمات إلى قوات سوريا الديمقراطية، دون إعفاء قوات التحالف الدولي من المسؤولية، كونها الجهة المزودة بالسلاح أولاً، وكون قوات سوريا الديمقراطية مدعومة وموجهة من قبلها ثانياً.
وأوضح التقرير أن قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية لم تميِّز في كثير من الهجمات بين المدنيين والمقاتلين، ولم تراعِ مبدأ التَّناسب في استخدام القوة، وشكَّلت بالتالي كثير من الهجمات جرائم حرب، كما أنه لم يتم رصد توجيه القوات المهاجمة أي تحذير للمدنيين قُبيل الهجوم كما يشترط القانون الدولي الإنساني.
استعرض التقرير أبرز الانتهاكات التي ارتكبتها الأطراف المتنازعة خلال معركة الرقة من أعمال القتل والاعتقال واستهداف المراكز الحيوية المدنية.
وثَّق التقرير مقتل ما لايقل عن 1400 مدنياً، بينهم 308 طفلاً، و203 سيدة (أنثى بالغة) في محافظة الرقة يتوزعون إلى 731 مدنياً على يد قوات التحالف الدولي بينهم210 طفلاً، و139 سيدة، و164 مدنياً على يد قوات سوريا الديمقراطية بينهم 31 طفلاً، و31 سيدة، و505 على يد تنظيم داعش بينهم 67 طفلاً و33 سيدة. كما سجل التقرير ارتكاب قوات التحالف الدولي 53 مجزرة في حين ارتكبت قوات سوريا الديمقراطية 4 مجازر، أما تنظيم داعش فقد سجل التقرير ارتكابه ما لايقل عن 6 مجازر.
وأوردَ التقرير إحصائية عن استهداف المراكز الحيوية المدنية حيث وثق ما لايقل عن 90 حادثة اعتداء، 73 منها على يد قوات التحالف الدولي، و6 على يد قوات سوريا الديمقراطية، و11 على يد تنظيم داعش.
ووفق التقرير فقد تمَّ اعتقال ما لايقل 504 شخصاً بينهم 5 أطفال، و5 سيدات في المدة التي يُغطيها، منهم 117 على يد قوات سوريا الديمقراطية، و387 على يد تنظيم داعش.
وأكَّد التقرير أن عمليات القصف الواردة فيه كانت عبارة عن قصف عشوائي غير متناسب وتعتبر خرقاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني، وإن جرائم القتل العشوائي ترقى إلى جرائم حرب.
كما أشار إلى أن الحوادث التي وردت فيها عمليات القصف من قبل قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، قد تسبَّبت بصورة عرضية في حدوث خسائر طالت أرواح المدنيين أو إلحاق إصابات بهم أو في إلحاق الضرر الكبير بالأعيان المدنية. وهناك مؤشرات قوية جداً تحمل على الاعتقاد بأن الضرر كان مفرطاً جداً إذا ما قورن بالفائدة العسكرية المرجوة.
وبحسب التقرير فقد ارتكب تنظيم داعش انتهاكات واسعة للقانون الدولي الإنساني بحق الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرته عبر عمليات القتل والاعتقال والتَّعذيب، كما سجلنا قيام التنظيم بمنع الأهالي من النزوح من المناطق التي يسطير عليها، وذلك بغرض الاحتماء بهم واستخدامهم دروعاً بشرية.
طالب التقرير قوات التحالف الدولي باحترام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي العرفي، وتحمُّل التَّبعات القانونية المترتبة عن الانتهاكات التي ارتكبتها، وأن تحاول بأقصى ما يمكن تجنَّب تكرارها.
وأوصى دول التحالف أن تعترف بشكل صريح بأن بعض عمليات القصف خلفت قتلى مدنيين أبرياء، إذ لا يفيد إنكار تلك الحكومات؛ لأن التقارير الحقوقية الموثقة وشهادات الأهالي تكشف ذلك بشكل واضح، وأن تحاول بدلاً عن الإنكار المسارعة في فتح تحقيقات جدية، والإسراع في عمليات تعويض الضحايا والمتضررين، والاعتذار منهم.
حث التقرير الدول الداعمة لقوات سوريا الديمقراطية بضرورة الضغط عليها لوقف كافة تجاوزاتها في جميع المناطق والبلدات التي تسيطر عليها، والبدء بإنشاء ودعم مجالس محلية من جميع أبناء المجتمع المحلي لإدارة تلك المناطق بشكل مدني.
المواطن أحمد أكتلاتي مختفٍ قسرياً منذ عام 2012
أطلعت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي في الأمم المتحدة، بقضية المواطن “أحمد أكتلاتي”، من مدينة أريحا بريف محافظة إدلب، البالغ من العمر حين اعتقاله 25 عاماً، ودعته للطلب من السلطات السورية الإفراج عنه، حيث تم اعتقاله تعسفياً من مكان وجوده في حي الأعظمية بمدينة حلب لدى مروره من نقطة تفتيش تابعة لقوى الأمن العسكري التابع لقوات النظام السوري بتاريخ 27/ تشرين الثاني/ 2012، ولم تردنا أية معلومة تحدد مصيره أو مكان احتجازه بعد ذلك التاريخ، ومايزال مصيره مجهولاً بالنسبة للشبكة السورية لحقوق الإنسان ولأهله أيضاً.
السلطات السورية تنفي إخفاءها القسري للمواطن أحمد أكتلاتي، ولم تتمكن الشبكة السورية لحقوق الإنسان من معرفة مصيره حتى الآن، كما عجز أهله عن ذلك أيضاً، وهم يتخوفون من اعتقالهم وتعذيبهم في حال تكرار السؤال عنه كما حصل مع العديد من الحالات المشابهة.
طالبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان لجنة الأمم المتحدة المعنية بالاختفاء القسري التدخل لدى السلطات السورية من أجل مطالبتها العاجلة بالإفراج عنه، والإفراج عن آلاف حالات الاختفاء القسري، وضرورة معرفة مصيرهم.
القوات الروسية ترتكب مجزرة ضخمة يوم هجوم خان شيخون الكيميائي
مقتل 32 مدنياً بينهم 19 طفلاً في مدينة سلقين
أولاً: المقدمة:
تتبع مدينة سلقين منطقة حارم في محافظة إدلب وتقع في ريفها الشمالي الغربي وتبعد عن مدينة إدلب قرابة 45 كم، خضعت المدينة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة في تشرين الأول/ 2012 ثم سيطر عليها تنظيم داعش (يطلق على نفسه اسم الدولة الإسلامية) في أيلول/ 2013، وفي بداية عام 2014 خضعت المدينة لسيطرة مشتركة بين فصائل المعارضة المسلحة وتنظيم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً(.
يوثِّق التقرير استهداف طيران ثابت الجناح نعتقد أنه روسي مسجداً ومبنى سكنياً في مدينة سلقين يوم الثلاثاء 4/ نيسان/ 2017؛ وهو يوم هجوم خان شيخون الكيميائي ذاته، الذي نفَّذه النظام السوري في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، حيث قام فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان بالتواصل مع عدد من أهالي المدينة وشهود العيان وناجين من الحوادث، ومع نشطاء إعلاميين محليين، ونعرض في هذا التقرير شهادتين، وقد شرحنا للشهود الهدف من المقابلات، وحصلنا على موافقتهم على استخدام المعلومات التي يُقدمونها في هذا التقرير دونَ أن نُقدِّم أو نعرض عليهم أية حوافز كما حاولت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تجنيبهم معاناة تذكر الانتهاك، وتم منح ضمان بعدم كشف هوية كل من أبدى رغبته في استخدام اسم مستعار.
كما راجعنا الصور والفيديوهات الواردة إلينا وتحقَّقنا من صدقيتها، حيث أظهرت آثار الدمار الكبير الذي تسبَّب به القصف على المسجد والمبنى السكني الملاصق له، إضافة إلى صور تُظهر ضحايا من الأطفال ونحتفظ بنسخٍ من جميع مقاطع الفيديو والصور المذكورة في هذا التقرير ضمن قاعدة بيانات إلكترونية سرية، ونسخٍ احتياطية على أقراصٍ صلبة، ولمزيد من التفاصيل نرجو الاطلاع على منهجية عملنا العامة.
أثبتت التحقيقات الواردة في هذا التقرير أن المناطق المستهدفة كانت عبارة عن مناطق مدنية ولا يوجد فيها أية مراكز عسكرية أو مخازن أسلحة تابعة لفصائل المعارضة المسلحة أو التنظيمات الإسلامية المتشددة أثناء الهجوم أو حتى قبله كما أنه لم يتم توجيه أي تحذير من قبل القوات الروسية للمدنيين قُبيل الهجوم كما يشترط القانون الدولي الإنساني.
ما ورد في هذا التقرير يُمثِّل الحدَّ الأدنى الذي تمكنَّا من توثيقه من حجم وخطورة الانتهاك الذي حصل، كما لا يشمل الحديثُ الأبعادَ الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.
قوات الحلف السوري الروسي تعمَّدت استهداف عناصر الدفاع المدني في ريف حماة
مقتل 8 من عناصر الدفاع المدني في مدينة كفر زيتا
أولاً: المقدمة:
تأسست منظمة الدفاع المدني السوري في آذار/ 2013 في محافظة حلب وتوسَّع انتشارها لتشمل معظم المحافظات السورية وتركَّز عملها بشكل خاص على تلبية الاحتياجات والخدمات السريعة والمباشرة التي تلي عمليات القصف وما يُخلفها من قتلى وجرحى ودمار، وهذا ما جعلها هدفاً لعمليات مُمنهجة من القصف والاستهداف من قبل قوات الحلف السوري الروسي بشكل خاص، هذه الهجمات استهدفت مقرات ومرافق منظمة الدفاع المدني كما استهدفت فِرَق الدفاع المدني أثناء تأدية خدمات الإسعاف وانتشال الضحايا عبر تكرار سياسية الضربة المزودجة: (هي سياسة اتَّبعها النظام السوري والروسي تقوم على مبدأ إعادة قصف الموقع المستهدف ذاته بعد مضي عدة دقائق بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية من كوادر الدفاع المدني وفرق الإسعاف والأطباء).
تقوم الشبكة السورية لحقوق الإنسان برصد الانتهاكات بشكل يومي ودوري وتُصدر تقارير شهرية توثق فيها أبرز انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا من قبل أطراف النزاع؛ ونظراً لتصاعد عمليات قصف واستهداف المشافي والمرافق الطبية ومرافق منظمة الدفاع المدني خصَّصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً شهرياً لرصد هذه الانتهاكات وكنَّا قد أصدرنا بتاريخ 22/ أيار/ 2016 تقريراً وثَّقنا فيه أبرز الانتهاكات بحق الدفاع المدني السوري منذ تأسيسه.
منذ آذار/ 2013 حتى لحظة إعداد هذا التقرير قتلت قوات الحلف السوري الروسي ما لايقل عن 153 عنصراً من عناصر الدفاع المدني؛ كما ارتكبت هذه القوات ما لايقل عن 230 حادثة اعتداء على مراكز تابعة للدفاع المدني أو سيارات خدمية تابعة له وتُشير هذه الإحصائيات إلى المنهجية التي تتبعها قوات الحلف السوري الروسي في استهداف كوادر ومرافق الدفاع المدني.
يجب أن يشملَ اتفاقُ الجنوب السوري، الروسي – الأمريكي إطلاق سراح قرابة 107 آلاف معتقل أو مختفٍ
عدم تضمين الاتفاق قضية المعتقلين سوف يؤدي إلى فشله وفشل المحادثات في جنيف
صورة بواسطة: Saul Loeb/Getty Images.
جرت مباحثات واسعة في أيار/ 2017 في العاصمة الأردنية عمَّان بين كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والأردن، أدَّت إلى إعلان كل من الرئيسَين الأمريكي والروسي على هامش قمة دول الاقتصاديات العشرين الكبرى التَّوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية، في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، ويأتي هذا الاتفاق ضمن سلسلة من اتفاقيات لعلَّ أبرزها بدأ في شباط/ 2016 ثم في أيلول/ 2016 ثم اتفاق أنقرة، واتفاق الأستانة، وتشترك هذه الاتفاقيات جيمعها في عدم وجود آلية محايدة عن أطراف النزاع تقوم بمراقبة خروقاتها، فروسيا هي شريك في جميع هذه الاتفاقيات، لكنَّها تُعتبر طرفاً رئيساً في النزاع، بل ومنحازاً إلى الحلف الإيراني السوري، أما إيران فلا يمكن لعاقل فصلها عن النظام السوري أصلاً، وعدم وجود هذه الآلية للمراقبة، قد أنهى عملياً محاسبة من يقوم ويتسبب بخروقات هذه الاتفاقيات، والتي كان في معظمها بحسب التقارير الدورية التي أصدرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان هو الحلف السوري الإيراني صاحب المنفعة الأكبر في تخريبها.
تؤكد الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنها سوف تقوم بمراقبة خروقات هذا الاتفاق على غرار مراقبة خروقات اتفاقيات سابقة، ثم إرسال تقارير إلى الجهات المعنية والمهتمة بهذا الشأن، وذلك بغض النظر عن آلية المراقبة التي أنشأتها الدول الراعية للاتفاق، والتي نعتقد أنها سوف تخضع لتوازنات سياسية داخلها قد تؤدي إلى إلحاق الضَّرر بمصداقيتها وموضوعيتها.
وبدون أدنى شك، فلقد تحقَّقت بعض الإنجازات على صعيد انخفاض مستويات القتل والتدمير في بعض المراحل، لكن لم يتحقق أي إنجاز يُذكر في قضية المعتقلين، لكن على الأقل، لقد قامت الاتفاقيات السابقة جميعها بذكرها، وشدَّد البعض منها على ضرورة إيجاد حلٍّ وانفراج في هذه المعضلة التي تمسُّ قطاعات وأُسر واسعة من أبناء المجتمع السوري، وهذا على خلاف الاتفاق الأخير الذي لم يأتِ مطلقاً على أي ذكر لقضية المعتقلين، وهذا من وجهة نظرنا خلل صارخ وإهمال فاضح لقضية لاتَقِلُّ أهمية أبداً عن وقف القصف والقتل، وإدخال المساعدات الإنسانية، حيث من المفترض أن تتصدَّر محنة المعتقلين السوريين رأس جدول الأعمال في جميع النقاشات السياسية.