الرئيسية بلوق الصفحة 41

بدعوة من معهد الدوحة للدراسات العليا، الشبكة السورية لحقوق الإنسان تشارك في ندوة عن استراتيجيات وآليات عمل منظمات حقوق الإنسان في سياق سياسات متغيرة

متاح بالـ

 

باريس – بيان صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان

الثلاثاء 15/ آذار/ 2021، شاركت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في ندوة نظَّمها برنامج ماجستير حقوق الإنسان في معهد الدوحة للدراسات العليا بعنوان “استراتيجيات وآليات عمل منظمات حقوق الإنسان في سياق سياسات متغيرة”، وأدار الندوة الأستاذ معتز الفجيري، أستاذ مساعد ورئيس برنامج حقوق الإنسان وحاضر فيها الباحث عمرو مجدي، باحث أول في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش، والأستاذ فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بحضور بعض أساتذة المعهد، والعديد من طلاب درجة الماجستير.

https://www.dohainstitute.edu.qa/AR/Pages/Default.aspx

https://www.dohainstitute.edu.qa/EN/Pages/Default.aspx

 

ناقشت الندوة دور الشبكات العابرة للحدود، على اعتبار العمل الحقوقي يتجاوز الحدود الوطنية، وقدَّمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ومنظمة هيومان رايتس ووتش أنموذجاً. وقال الدكتور معتز إنَّ المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية فاعلة في تشكيل خطاب حقوق الإنسان، ولها تأثير مباشر في صناعة القانون الدولي وتطوره، كما تناولت التحديات الثقافية التي تواجهها هذه المنظمات عندما تتحدث عن القانون الدولي وتطبيقه في سياقات مختلفة، إضافة إلى عدة محاور أخرى.

 

قدَّم الأستاذ فضل عبد الغني محاضرة بعنوان “توثيق الانتهاكات في الشبكة السورية لحقوق الإنسان رحلة شاقة عبر أزيد من عقد من الزمن”. وأشار في بداية كلمته إلى أهمية تطبيق القانون الدولي عملياتياً، والتحديات التي تواجه المنظمات الحقوقية لدى توثيقها انتهاكات جميع أطراف النزاع بما فيها النظام الحاكم.

وذكَّر أنَّ 15 آذار يصادف الذكرى الحادية عشرة لانطلاق الحراك الشعبي في سوريا، الذي واجهه النظام السوري بالرصاص الحي وعمليات الاعتقال منذ الأيام الأولى، وتوسَّعت حتى بلغت حدَّ الجرائم ضدَّ الإنسانية بحسب التقرير الأول للمفوضية السامية لحقوق الإنسان الصادر في أيلول/ 2011، مشيراً إلى أنَّ الشبكة السورية لحقوق الإنسان خرجت من رحم هذا الحراك، بهدف المساهمة في حفظ حقوق الضحايا والدفاع عنهم.

وتحدث عن أهم المحاور الأساسية للعمل الحقوقي والتي تعتمد على أولويات الوضع وسياق الأحداث، مشيراً إلى أهمية بناء قاعدة بيانات احترافية وذات مصداقية عالية عن الانتهاكات موضحاً “في النزاع السوري لم يقم أحد بجمع بيانات ومعلومات الضحايا سوى منظمات المجتمع المدني” مؤكداً على دور هذا التوثيق في مرحلة العدالة الانتقالية وتحقيق المحاسبة في المستقبل.

واستطرد في الحديث عن أبرز المراحل الأولية لعمليات التوثيق بالحديث عن بناء شبكة العلاقات مع الأهالي والنشطاء المحليين وشهود العيان وقال “نحن نعمل لأجل الضحايا، وفي الوقت ذاته فإن الضحايا وأقربائهم هم أهم المصادر للحقوقيين، ومن دون تعاونهم لا يمكن أن ينجح العمل” مؤكداً على أهمية الاهتمام بالحالة النفسية للضحايا ومراعاتها مع التأكيد على أهمية التوازن وتجنب التهويل.

وتحدث الأستاذ فضل عن أهمية المطالبة بجميع الحقوق التي تنصُّ عليها العهود والمواثيق الدولية والتزام جميع أطراف النزاع بقواعد القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، وذلك عبر عكس البيانات التي تمَّ توثيقها في تقارير حقوقية ثم توظيف هذه التقارير، لافتاً إلى أنَّ مشاركة البيانات والتقارير مع الجهات والمنظمات الدولية أمر جوهري، لأن الهدف من عمليات التوثيق بناء أرشيف متراكم، لحفظ الذاكرة التاريخية، وللضغط على المعنيين وصناع القرار من أجل وقف الانتهاكات، ثم محاسبة المجرمين.

 

وتابع الحديث عن التحديات التي تواجه منظمات المجتمع المدني واختلافها باختلاف الدولة مشيراً إلى أن العامل الأمني هو أبرزها في حالة النزاع السوري لأن الفرد قد يفقد حياته وهو يقوم بتوثيق انتهاك أو محاولة الحصول على معلومة، وقد يتم اعتقاله وتعذيبه أو تغييبه قسرياً، مذكراً بأن هناك ثلاثة من أعضاء الشبكة السورية لحقوق الإنسان لا يزالون قيد الاختفاء القسري حتى الآن.

 

أشار عبد الغني إلى تغير مناطق سيطرة أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، والتي يجب عليها تطبيق القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. وعن أهمية أخذ واقع السيطرة بنظر الاعتبار في أثناء عمليات التحقيق، إضافة إلى أهمية إسناد المسؤولية في كل حادثة انتهاك، لإظهار مدى الإجرام والحرص على أنسنة إحصائيات الضحايا كي لا يتحولوا إلى مجرد أرقام.

وأكَّد أن مواكبة الحوادث بشكل مستمر على مدار الـ 24 ساعة تقريباً، ثم بناء منهجية توثيق جيدة، وتطويرها باستمرار لتتناسب مع مستجدات النزاع، واعتماد معايير عالية في توثيق الانتهاكات، ثم تحري الدقة في أثناء العمل على قواعد البيانات وإخضاعها لعمليات تدقيق مستمرة، ومن ثم عكسها في مخرجات، جميع ما سبق أدى إلى بناء مصداقية عالية للشبكة السورية لحقوق الإنسان لدى المنظمات الدولية والإقليمية وغيرها من المهتمين بالشأن السوري. وأضاف “الشبكة السورية لحقوق الإنسان مصدر أساسي أو أحد أبرز المصادر للمعلومات في العديد من تقارير وزارات الخارجية وتقارير الحالة لدول العالم منذ عام 2012، كما أنها أصبحت بفضل ذلك مصدراً لعدد واسع من وكالات الأنباء العربية والعالمية ضمن تغطياتها وتقاريرها عن سوريا“.

ونوَّه الأستاذ فضل إلى أن عمل المنظمة التوثيقي يصبُّ بشكل عام ضمن إطار المحاسبة الجنائية وغير الجنائية مثل فرض العقوبات الاقتصادية واتخاذ قرارات سياسية لبذل جهود لوقف الجرائم ضد الإنسانية وتحقيق الانتقال السياسي نحو الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولفتَ إلى أن الشبكة في سبيل ذلك وقَّعت مذكرات تفاهم واتفاقات عديدة لمشاركة البيانات مع هيئات أممية ودولية، إضافة إلى حكومات العديد من الدول ومراكز الأبحاث. كما أشارَ إلى مشاركة الشبكة السورية لحقوق الإنسان في بعض الدعاوى المقامة بالاستناد إلى مبدأ الولاية القضائية العالمية، والتي من بينها قضية أ.ر الذي أدانته المحكمة الإقليمية العليا في كوبلنز بارتكابه بجرائم ضد الإنسانية “وهي تعني بحسب ميثاق روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، أنها جرائم ذات طبيعة منهجية أو واسعة النطاق، وبالتالي لا يمكن أن تنفذ من قبل أفراد في النظام السوري دون أن تكون سياسة مركزية لدى النظام السوري، ومتورط فيها على أعلى المستويات؛ ويشكل هذا الحكم صفعة قوية لكل من يفكر في إعادة أي شكل من أشكال العلاقات مع النظام السوري، وكل من يقدم دعماً له وفي مقدمتهم روسيا، والصين، وإيران”.

 

اختتم عبد الغني المحاضرة بالتأكيد على أهمية تنظيم فعاليات مناصرة والمشاركة فيها “تشارك الشبكة السورية لحقوق الإنسان بشكل دوري مستمر في فعاليات دولية وأُممية، كما نقوم بتنظيم أحداث جانبية على هامش أحداث دولية. وفي إطار سعيها لنقل الخبرات الطويلة التي اكتسبتها، قدَّمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تدريبات لأعداد كبيرة من النشطاء الإعلاميين السوريين، وكذلك لنشطاء حقوق الإنسان في سوريا وفي دول أخرى، كما قدَّمت تدريبات عن القانون الدولي الإنساني للمكاتب السياسية لفصائل في المعارضة المسلحة”.

 

تأتي هذه المشاركة في إطار جهود الشبكة السورية لحقوق الإنسان لنشر وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان ودعم جهود توثيق الانتهاكات والتقارير المرتكزة إليها، وزيادة الوعي بأهمية ومركزية دور الضحايا وضرورة تعاون المجتمع السوري من أجل فضح المتورطين، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ومحاربة ثقافة الإفلات من العقاب.

 

بالإمكان الاطلاع على الندوة كاملة عبر الرابط التالي.

https://www.youtube.com/watch?v=xeVnY1xWZuY

 

 

الشبكة السورية لحقوق الإنسان تنظم فعالية بمشاركة عدد من دول العالم بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لانطلاق الحراك الشعبي في سوريا

أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا يؤكدون على أهمية محاسبة النظام السوري المتورط في ارتكاب انتهاكات فظيعة ومنع عودته إلى الساحة الدولية

متاح بالـ

 

الخميس 17/ آذار/ 2022: نظَّمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان فعالية بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لانطلاق الحراك الشعبي في سوريا تحت عنوان “البحث عن الأمان: التشريد القسري في النزاع السوري” بمشاركة السيد إيثان جولدريتش، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأمريكية، والسيد راس شيبل، مساعد نائب وزير الخارجية بالنيابة لمكتب السكان واللاجئين والهجرة في وزارة الخارجية الأمريكية، والسفير روبرت رودي، سفير المفاوضات حول سوريا ورئيس قسم سوريا والعراق ولبنان واستراتيجية مكافحة داعش في وزارة الخارجية الاتحادية الألمانية، والسيد جوناثان هارجريفز، الممثل الخاص للمملكة المتحدة إلى سوريا والسفيرة بريجيت كورمي، مبعوثة فرنسا الخاصة بشأن سوريا، والسيدة بتول حذيفة، ناجية من مجزرة البيضا ومهجرة قسرياً، ونادية هاردمان، باحثة في قسم حقوق اللاجئين والمهاجرين في منظمة هيومن رايتس ووتش، والسيد فضل عبد الغني، المدير التنفيذي للشبكة السورية لحقوق الإنسان. أدارت الجلسة السيدة نعومي كيكولر، مديرة مركز سيمون سكجوت لمنع الإبادة الجماعية التابع لـمتحف الولايات المتحدة لإحياء ذكرى المحرقة، وتمَّ بث الفعالية عبر منصة زوم وصفحات التواصل الاجتماعي.

 

افتتح السيد فضل عبد الغني الجلسة مرحباً بممثلي الدول والمشاركين، ومن ثم نقل الكلمة إلى مديرة الجلسة نعومي كيكولر، التي بدأت بالتذكير باستمرار معاناة الشعب السوري من الجرائم ضد الإنسانية على يد النظام السوري مشيرة إلى وجود أكثر من 6 ملايين نازح داخلياً، وذكرت “نشعر بالخجل والعار لإخفاقاتنا حتى الآن ومازالت هذه الجرائم تقع أمام أعيننا” وأضافت: “المدنيون لا يزالون يعانون من جرائم جماعية ترتكبها القوات الحكومية وتمكنهم من القيام بها إيران وروسيا، ولا يزال كثيرون يقبعون في السجون والمعتقلات، وهذا أحد أهم أسباب عدم قدرة اللاجئين على العودة إلى بلادهم”.

نقلت السيدة نعومي الكلمة إلى السيد إيثان جولدريتش الذي بدأ بشكر الشبكة السورية لحقوق الإنسان على تنظيم الفعالية وأكَّد على أهمية عملها ومنظمات المجمتع المدني في توثيق الانتهاكات العديدة والجسيمة المرتكبة في سوريا من أجل محاسبة مرتكبي الانتهاكات جميعاً وأبرزهم النظام السوري، وقال جولدريتش “الثلاثاء المنصرم كانت ذكرى مرور 11 عاماً منذ أن خرج الشعب السوري في مظاهرات سلمية شجاعة للمطالبة بالحرية والإصلاح السياسي وإنهاء انتهاكات الحكومة لحقوق الإنسان وكان الرد من نظام الأسد بارتكاب جرائم فظيعة بعضها يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب”. وأكد أن “على النظام السوري وحليفيه الإيراني والروسي إيقاف العمليات العدائية ضد الشعب السوري التي تضمنَّت استهداف أماكن تجمع المدنيين والمدارس والمشافي التي كان بعضها مدرج ضمن الآلية الإنسانية لتجنب النزاع”. وأضاف “إدارة بايدن جعلت من أولوياتها تحقيق العدالة والمساءلة عن الجرائم المرتكبة ضد جميع السوريين. ويجب محاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات” وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستواصل استخدام العقوبات بما في ذلك قانون قيصر للضغط من أجل محاسبة بشار الأسد ونظامه والجناة الآخرين.

 

ذكَّر السيد راس شيبل في كلمته أن الشعب السوري انتفض سلمياً للمطالبة باحترام حقوقه، وكابد السوريون لحماية مجتمعاتهم من وحشية نظام الأسد، وأشار إلى كارثية الوضع الإنساني وتراجع المستوى المعيشي في سوريا “أصبحت الحاجة إلى المساعدة الإنسانية أكبر من أي وقت مضى حيث لا يستطيع أزيد من نصف السكان إطعام أسرهم، وثلثهم نازحون داخلياً، معظمهم نزحوا أزيد من مرة”. وأضاف: “فقط نصف مرافق الرعاية الصحية في جميع أنحاء سوريا تعمل بشكل جزئي”، واستطرد السيد شيبل: “أزيد من 6.6 مليون سوري لجؤوا إلى خارج سوريا في أكبر أزمة نزوح قسري منذ الحرب العالمية الثانية”. وأردفَ “في لبنان، تعيش 9 من كل 10 أسر سورية لاجئة في فقر مدقع، ويعتمد 83 % من اللاجئين في الأردن على مساعدات برنامج الغذاء العالمي لتلبية احتياجاتهم الأساسية. وأكَّد على أن سوريا لا تزال غير آمنة للعودة الطوعية للاجئين.

 

قالت السفيرة بريجيت كورمي، أنَّ “النظام السوري يمارس ضغوطاً شديدة على النازحين في المناطق الخارجة عن سيطرته من خلال منع إيصال المساعدات الإنسانية إليهم، حيث جرت عمليتان فقط عبر خطوط التماس من مناطق النظام باتجاه الشمال الغربي. ومن الواضح أن المساعدات الإنسانية بالكاد تصل إلى الشمال الشرقي. ويجب أن يظل المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في حالة استنفار كبير من خلال الدعوة لحماية هذا الشخص النازح واحترام حقوق الإنسان الأساسية الخاصة به” وأكَّد البيان على أنه “من المهم إبقاء هذه القضية على رأس جدول الأعمال والتأكد من أن أي تقدم نحو حلٍّ سياسي يشمل على النحو الواجب مستقبل 6.7 مليون نازح”.

 

السفير روبرت رودي أكَّد في كلمته على أن الوقت لم يحن بعد للتطبيع مع النظام السوري، وجاء في كلمته “إننا ما زلنا قلقون للغاية بشأن مظاهر التطبيع المبكرة، يبدو جلياً أن الوقت لم يحن بعد لإعادة تأهيل الأسد دون أي مقابل، وقد أعاد الاتحاد الأوروبي التأكيد على وحدة الموقف بشأن هذا في كانون الثاني، ونعتقد أن جهود السلام في سوريا يجب أن تسير جنباً إلى جنب مع المساءلة” مؤكداً فيما يخص ذلك على أن “هذه قضية ذات أولوية بالنسبة لحكومتنا، واسمحوا لي أن أكون أؤكد بشكل واضح على أن المساءلة غير قابلة للتفاوض ولا يمكن أن تكون جزءاً من المفاوضات”. وأضاف “النظام السوري مسؤول عن الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ولا يزال السكان المدنيون عرضةً لهجمات عشوائية واسعة النطاق ومنهجية قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.

 

تضمنَّت الفعالية مشاركة للسيدة بتول حذيفة، وهي ناجية من مجزرة البيضا ومهجرة قسرياً، والتي تحدثت عن بعض ما تعرضت له أو شهدته من انتهاكات، تقول السيدة بتول “في 2/ أيار/ 2013 شهدت مدينتي بانياس وقرية البيضا مجزرة مروعة، بلغت حصيلة ضحاياها نحو 800 شهيد، لم توثق الإحصائيات إلا قرابة 456 منهم؛ لأن النظام السوري حاول إخفاء هويات الضحايا، عبر حرق الجثث وتشويهها والتمثيل بها.” أضافت: “انتقلت أنا وابني إلى مدينة أنطاكيا في تركيا وبقي زوجي في الداخل السوري ليساعد النازحين، وفي تلك الحقبة وصَلنا خبر موت أخوَي رشاد وبشير تحت التعذيب في سجون النظام السوري”. واستطردت: “بعد مدة انتقلت مع زوجي إلى إسطنبول، وفي ذلك الوقت وصلنا خبر غريب عن أن بيتنا في دمشق تم بيعه بأوراق مزورة من قبل محامين تابعين للنظام السوري، وقبل أشهر قليلة وصلتنا أخبار عن بيع بيتنا في بانياس بالطريقة ذاتها”. تحدثت بتول أيضاً أنها ما زالت تعاني في بلد اللجوء من انتهاكات النظام السوري “أردت أن أتقدم هنا للدراسة بهدف الحصول على درجة الماجستير، لكني لم أتمكن من الحصول على الأوراق الرسمية التي تخصني من جامعة دمشق، فقد كان رد المسؤولين هناك على من ذهب وطلب أوراقي، أنه لا يمكن استخراج أوراق لهذا الاسم من دون موافقة أمنية. والأسوء من ذلك أنني لا أستطيع التواصل مع أقربائي في سوريا، لأنَّ مجرد الحديث معي يشكل خطراً على حياتهم”. لفتت السيدة بتول إلى أن قصتها مشابهة لقصص كثيرين من السوريين، وقالت أخيراً “جميعنا نرغب بالعودة إلى وطننا وإلى منازلنا، لكنَّ هذا محالٌ مع وجود نظام يقتل ويشرد ويعذب ويحرمنا من أبسط الحقوق الأساسية، بل ويسرق ممتلكاتنا”.

 

كانت بعد ذلك كلمة السيد جوناثان هارجريفز مبعوث المملكة المتحدة إلى سوريا، الذي أشار إلى أهمية الاستماع إلى قصص الناجين والضحايا، وأكَّد أنَّ المملكة المتحدة تقف وراء التزاماتها فيما يخص المساعدات الإنسانية “بالطبع نحن نلتزم مرة أخرى ببذل كل ما في وسعنا للتأكد من أن الأمم المتحدة يمكن أن تستمر في قيادة عمل الدعم الإنساني عبر الحدود إلى شمال غرب سوريا، حيث يعيش الكثير من النازحين داخلياً. ومع زملائنا، في مجلس الأمن وتركيا، سنواصل بذل كل ما في وسعنا للتأكد من تمرير قرار من هذا النوع، ويمكننا مواصلة العمل عبر الحدود وكذلك عبر خطوط التماس قدر الإمكان في المستقبل.”

 

وقالت السيدة نادية هاردمان الباحثة في قسم حقوق اللاجئين والمهاجرين في منظمة هيومن رايتس ووتش إنه لا ينبغي إجبار الناس على العودة إلى بلد لا تضمن لهم حياة كريمة مشيرة إلى أنَّ ما تم توثيقه في تقرير المنظمة الصادر تحت عنوان “حياة أشبه الموت”، يؤكد على أنَّ اللاجئين لا يرغبون في العودة، مؤكدة على أن السلامة والأمن لا يزالان السببين الرئيسين لعدم رغبة السوريين في العودة إلى سوريا. وأوضحت السيدة نادية: “النتائج الرئيسية التي توصلنا إليها هي أن من عاد من اللاجئين إلى سوريا اتخذَ قرار العودة على أساس معلومات خاطئة أو معلومات لا تعكس الواقع على الأرض. كل من تحدثنا إليهم عادوا إلى مناطق سيطرة الحكومة، قررنا عدم التوزيع في تقاريرنا، لنقول إن هذا ما يحدث إذا عدت إلى حمص، أو هذا ما يحدث إذا عدت إلى دمشق، لأن ذلك يلعب دوراً في تقسيم أجزاء من سوريا للإعلان عن سلامتها، وهذا ما نريد حقاً الابتعاد عنه”.

 

واختتم الأستاذ فضل عبد الغني الفعالية بالتأكيد على أن الانتهاكات والفظائع ما زالت ترتكب في سوريا حتى هذه اللحظة، وهي في تزايد وليس نقصان، مما يعني توليد مزيد من المشردين قسرياً، وأكَّد على أن هذه الانتهاكات المستمرة منذ أحد عشر عاماً وبشكل خاص انتهاكات النظام السوري وحليفيه الإيراني والروسي وراء تشريد قرابة 14 مليون شخص، وشدَّد على أهمية أن يكون هناك تحرك لمنع تدخل روسيا واستخدامها الفيتو في مجلس الأمن ضد مشاريع القرارات المتعلقة بالمساعدات الإنسانية، وأضاف عبد الغني “يجب زيادة دعم النازحين قسراً داخل سوريا وخاصة النساء والأطفال في المخيمات، بسبب استمرار نزوح المزيد من السوريين من مناطق سيطرة النظام السوري، والعمل على إدخال مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود” وأضاف: “يجب بذل جهود جدية لتحقيق انتقال سياسي نحو الديمقراطية، لأنه عندها فقط سوف يتمكن ملايين النازحين واللاجئين من العودة بكرامة وحرية إلى منازلهم”.

 

حظي الحدث باهتمام وتغطية العديد من وسائل الإعلام والمواقع الصحفية، وبالإمكان حضور الحدث كاملاً عبر قناتنا على اليوتيوب على الرابط التالي، أو عبر صفحتنا على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عبر الرابط التالي.

https://youtu.be/A6okJqV67VI

https://youtu.be/h5U5oRed9O8

https://fb.watch/bRw8q-iWnL/

https://fb.watch/bRwciVPElV/

 

 

 

دعوة لحضور فعالية بمشاركة عدد من دول العالم بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لانطلاق الحراك الشعبي في سوريا

البحث عن الأمان: التشريد القسري في النزاع السوري

البحث عن الأمان: التشريد القسري في الصراع السوري

متاح بالـ

 

يصادف شهر آذار الذكرى السنوية الحادية عشرة لاندلاع الحراك الشعبي ضدَّ نظام الأسد، وذلك عندما انتفض ملايين السوريين بشكل سلمي للمطالبة بالحرية والكرامة والانتقال نحو نظام ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان ويعمل على تعزيزها، ولكن هذه المطالب قوبلت بقصف المناطق المدنية، واستخدام الأسلحة الكيميائية والذخائر العنقودية، والتعذيب، والاعتقال التعسفي، وعمليات التشريد القسري، والفظائع التي لا حصر لها، والتي ترقى في بعضٍ منها إلى جرائم حرب وجرائم ضدَّ الإنسانية. قتلَ النظام السوري وحليفيه الروسي والإيراني ما لا يقل عن 207295 مدنياً، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وألحقوا دماراً هائلاً بالمراكز الحيوية كالمستشفيات والمدارس والأسواق والبنية التحتية للمياه وتجمعات النازحين داخلياً.

شكّلت الهجمات الوحشية والعشوائية التي يشنها النظام السوري وحلفاؤه أحد الدوافع الرئيسة لتشريد السوريين على مدار الأحد عشر عاماً الماضية – ما زال نحو 6.7 مليون سوري نازحين داخلياً، و6.6 مليون لاجئ بحثوا عن الأمان خارج سوريا، وهي أكبر أزمة نزوح منذ الحرب العالمية الثانية بعد أزمة النزوح التي تسبَّب بها الغزو الروسي لأوكرانيا. كما ساهم الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب في تهجير السوريين الذين يسعون إلى الفرار من الآثار المدمرة للحرب، وقد خلصت لجنة التحقيق الدولية المستقلة إلى أنَّ هناك ما يدعو للاعتقاد بأنّ القوات الموالية للنظام السوري ربما تكون قد ارتكبت جريمة ضدَّ الإنسانية تتمثل في التهجير القسري. أُجبر معظم النازحين على نقل عائلاتهم بحثاً عن الأمان عدة مرات منذ بداية النزاع، ويفتقر الكثير منهم للوصول إلى الخدمات الأساسية وفرص العمل والسكن المستدام، كما يواجه اللاجئون الذين فروا إلى الأردن وتركيا ولبنان والعراق أيضاً العديد من التحديات، بما في ذلك ارتفاع مستوى البطالة وانعدام الأمن الغذائي وزيادة حدة التوترات الاجتماعية مع المجتمعات المضيفة. ومع استمرار الصراع، ما زال العديد من اللاجئين يؤكدون أنه من غير المحتمل أن يتمكنوا من العودة بأمان إلى سوريا في المستقبل القريب.

تُعدُّ عمليات التشريد القسري جزءاً من شبكة أوسع من التجاوزات والانتهاكات التي تطال ملايين السوريين، بما في ذلك تدمير المنازل ومصادرة الممتلكات ونهبها.

ستتناول هذه الفعالية قضية تشريد ملايين السوريين والسبل التي يمكن للمجتمع الدولي من خلالها مساعدة المشردين والصلة الأساسية بين الحل السياسي للنزاع والعودة الطوعية والآمنة والكريمة لجميع المهجرين، وستركز الفعالية على الأسئلة التالية:

  • كيف يمكن للمجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية تقديم الدعم والمساعدة للمشردين قسرياً بشكل أفضل، لا سيما الفئات الهشة مثل النساء والأطفال وكبار السن؟
  • كيف يُمكن ضمان حقوق المشردين قسرياً في ملكية أراضيهم ومنازلهم بعد أن هُجروا قسرياً وتم فرض تشريعات تعسفية تُجيز للدولة السيطرة على أراضيهم ومنازلهم؟
  • ما هي الأدوات المتاحة لمحاسبة النظام السوري وحليفيه الروسي والإيراني على الانتهاكات والتجاوزات التي ارتكبوها؟ وما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه المنظمات المحلية والدولية، وكذلك ضحايا التشريد القسري والناجون وأسرهم في هذا السياق؟
  • هل الحل السياسي للنزاع بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254، شرط مسبق لعودة آمنة وطوعية وكريمة للنازحين واللاجئين؟

 

المتحدثون:

إيثان جولدريتش، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، وزارة الخارجية الأمريكية.

راس شيبل، مساعد نائب وزير الخارجية بالنيابة لمكتب السكان واللاجئين والهجرة، وزارة الخارجية الأمريكية.

السفير روبرت رودي، سفير المفاوضات حول سوريا ورئيس قسم سوريا والعراق ولبنان واستراتيجية مكافحة داعش، وزارة الخارجية الاتحادية الألمانية

جوناثان هارجريفز، الممثل الخاص للمملكة المتحدة إلى سوريا.

بريجيت كورمي، مبعوثة فرنسا الخاصة بشأن سوريا.

بتول حذيفة، ناجية من مجزرة البيضا، ومهجرة قسريا.

نادية هاردمان، باحثة في قسم حقوق اللاجئين والمهاجرين، هيومن رايتس ووتش.

فضل عبد الغني، المدير التنفيذي للشبكة السورية لحقوق الإنسان.

 

مديرة الجلسة:

نعومي كيكولر، مديرة مركز سيمون سكجوت لمنع الإبادة الجماعية، التابع لـمتحف الولايات المتحدة لإحياء ذكرى المحرقة

 

للمشاركة المباشرة عبر برنامج (زووم Zoom)، يرجى التسجيل باستخدام الرابط التالي:

https://zoom.us/webinar/register/WN_3qbKPipuQMe_teeaZI_7dQ

ستتلقون بعد التسجيل رسالة تأكيد عبر البريد الإلكتروني تحتوي على معلومات حول الانضمام إلى الحدث.

الفعالية باللغة الإنكليزية – ستتوفر الترجمة الفورية إلى اللغة العربية

كما يمكنكم متابعة البث المباشر على منصات التواصل الاجتماعي
SNHR Twitter
SNHR Facebook
SNHR YouTube
SNHR ClubHouse
SNHR Telegram
للحصول على أية معلومات إضافية، يرجى التواصل مع السيد عبد الله بسام
([email protected])

للاطلاع على الدعوة كاملة

لوحات المغيبين: مقابلة مع فضل عبد الغني

متاح بالـ

 

فضل عبد الغني المؤسس والمدير التنفيذي للشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهي منظمة مستقلة ترصد وتوثق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، تحدثنا معه في الذكرى الحادية عشرة لبدء الحراك الشعبي في سوريا عن الجرائم المستمرة التي ترتكبها الحكومة السورية بقيادة بشار الأسد بحق المدنيين، وشرح بدوره كيف يتم اعتقال عامة الناس بشكل تعسفي واحتجازهم في ظروف مروعة، يتعرضون للتعذيب وجرائم أخرى، كما أنّ عائلاتهم قد تُركوا يُعانون دون معرفة مصير أحبائهم.
تشارك اللوحات أدناه بعض قصص الأفراد الذين تم اعتقالهم.

بعد 11 عاماً على اندلاع النزاع في سوريا، ما الذي يجب على العالم أن يعرفه عن الوضع في سوريا اليوم؟
على العالم أن يدرك أنّ جرائم ضد الإنسانية تُرتكب على نطاق واسع في سوريا منذ 11 عاماً، كما أنّ هناك العديد من أنواع الانتهاكات التي تمّ ارتكابها بشكل أساسي من قبل النظام السوري – والذي من المفترض أن يحمي الشعب السوري، ولكن على العكس من ذلك، فإنّ هذا النظام هو من يرتكب جرائم ضد الإنسانية بحق شعبه. ما يزال السوريون بلا حماية، وقد فشل المجتمع الدولي فشلاً ذريعاً في حماية السكان من حاكمهم ومن الجناة الآخرين، كما أنّ هناك عدم اكتراث بإنهاء هذا الصراع الدموي في سوريا.

أنتم تعملون على توثيق ممارسات نظام الأسد المتمثلة في الاعتقال التعسفي للمدنيين وتعذيب وإعدام المعتقلين. ما الذي نعرفه حيال السوريين المختفين أو المعتقلين؟
الشيء الوحيد الذي نعرفه هو المعاناة المستمرة لعائلاتهم. ليس لدينا معلومات حول مصير المختفين أو المعتقلين، وهذا هو سبب استخدام النظام السوري لهذا التكتيك، فهدفه تحطيم المجتمع، حيث يعاني المجتمع السوري بشكل كبير من هذا الانتهاك. فإذا ما قارنا عدد السكان المختفين بعدد السكان الإجمالي، سنجد أنها واحدة من أخطر الكوارث التي تلحق بالسكان، هناك أكثر من 102 ألف معتقل، بينهم نساء وأطفال، 87 ألف منهم لدى النظام السوري (والبقية معتقلون من قبل أطراف النزاع الأخرى)، وما يدعو للقلق هو أنّ البعض قد ماتوا بسبب التعذيب، لكننا لا نعرف بالتحديد متى أو كيف، كما أنّ عدم اليقين هذا يجعل من الاختفاء القسري ذا ضرر بالغ حتى عند مقارنته بالجرائم الأخرى.

هل هناك أية وسيلة متاحة للأصدقاء والعائلات للحصول على معلومات عن أحبائهم الذين ما زالوا في مراكز الاحتجاز؟
لا توجد طريقة للحصول على هذه المعلومات، وهناك فشل في وصول اللجنة الدولية للصليب الأحمر أو محققين مستقلين إلى مراكز الاحتجاز، ولا أحد يعرف مصير المحتجزين في الوقت الراهن.

ما الذي يمكن للناس والقادة في جميع أنحاء العالم فعله لمساعدة المحتجزين؟
يمكن للعالم أن يفعل الكثير للمساعدة. إذا نظرنا إلى أوكرانيا اليوم، فإنّ الغرب ينهض لمساعدة المدنيين الأوكرانيين، بينما لم يفعل الغرب ذلك من أجل السوريين، وهنا تتجسد سياسة الكيل بمكيالين. لم يتم على الإطلاق فرض عقوبات ضدَّ روسيا بسبب الجرائم التي ارتكبتها في سوريا، كما أنّ العقوبات المفروضة على الأسد منذ عام 2011 كانت طفيفة ولم تؤثر على نظام الأسد كثيراً، على الرغم من ارتكابه جرائم ضد الإنسانية منذ صيف 2011، والتي وثّقتها مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ولجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة.
يمكن للغرب أن يفعل أكثر من ذلك بكثير، على الرغم من أنّهم مارسوا الضغط على النظام السوري، لكن حلفاءه إيران وروسيا، لم يتعرضوا للضغط، ولذلك استمروا في تزويده بالأسلحة ومليارات الدولارات. نود أن نرى المزيد من العقوبات على إيران لدعمها النظام السوري، والمزيد من الضغط على روسيا بسبب ما فعلته في سوريا. يمكن للعالم أيضاً زيادة الدعم لعائلات المختفين، الذين يعانون، وربما يكون الأفراد الذين اختفوا هم معيلو أسرهم، الأمر الذي أجبر العديد من أفراد الأسر من النساء على أن تصبحن معيلات، بلا أيّ دعم إضافي.

هناك تقارير عن بضعة دول ترفض طلبات لجوء السوريين وتشير إلى ضرورة عودتهم إلى سوريا. هل سوريا مكان آمن للعودة إليه؟ ما هي المخاطر التي يواجهها العائدون؟
سيواجه العائدون الانتهاكات ذاتها، التي لطالما واجهها الناس في سوريا، فقد ارتكب النظام السوري جرائم واسعة النطاق، لكن العائدين إلى البلاد سيُعتبرون أعداء محتملين. سيتساءل النظام: لماذا فرّوا؟ وسوف يشكّك في ولاء العائدين، وأيّ شخص يعود سيواجه مخاطر جسيمة، لذلك لا نوصي أحداً بالعودة في ظلّ استمرار جرائم النظام السوري. إنّ من دواعي القلق الرئيسة هي الاعتقالات التعسفية، فهي لا تتم وفق خطوات إجرائية صحيحة أو مراجعة قانونية، ولا يعرف الضحية أو ذووه سبب اعتقاله، أو من الذين يقومون بالاعتقال، ثم يتم عزل المعتقل عن العالم الخارجي، وهذا أشبه ما يكون بالاختطاف، ومن يُعتقل في سوريا يتعرض لجرائم أخرى مثل التعذيب والقتل، وبعضهم يتم تجنيدهم قسرياً في جيش النظام السوري. إضافة إلى ذلك أشير إلى الانتهاكات المتعلقة بحق الملكية، لقد أرسى النظام السوري طريقة ممنهجة للاستيلاء على ممتلكات معارضيه أو نهبها، وتطال عمليات الاستيلاء والنهب هذه ممتلكات اللاجئين أو النازحين أو المعتقلين، وعليه، فإنّ أولئك الذين يعودون قد يواجهون المصير ذاته.

كيف تعمل قضايا المحاكم الحالية على تعزيز العدالة للناجين السوريين من الفظائع الجماعية؟ ما الذي يجب القيام به أكثر من ذلك لمحاسبة الجناة؟
تعتبر قضايا المحاكم لمحاسبة الجناة خطوة، لكنها خطوة صغيرة بعد 11 عاماً من الإفلات التام من العقاب، خاصةً إذا أخذنا بنظر الاعتبار خطورة الجرائم المرتكبة. لا نريد المبالغة في وصف تأثير الأحكام الصادرة، فهي تستهدف فقط من هم خارج سوريا، وحتى لو كانت هناك قضية ضد مسؤول يحمل أعلى رتبة في نظام الأسد، فلن يتمكنوا من اعتقاله. لكن ومن ناحية أخرى، يُعتبر هذا الأمر ضروري للضحايا السوريين، لأنّ الحكم الصادر ضدّ أنور ر (الجاني الذي أدين في محكمة ألمانية بالتعذيب والقتل والعنف الجنسي)، على سبيل المثال، يشير بوضوح إلى جرائم ضد الإنسانية، وهذا يُبيّن حجم الجرائم، ويُدين أشخاصاً آخرين في النظام بطريقة ما، فقط بالنظر إلى طبيعة تعريف الجرائم ضد الإنسانية. إنّ هذه القضية، على الرغم من أنها ركزت على جرائم شخص واحد، أدانت المنظومة كاملة بطريقة ما، وهذا ما يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للدول الأخرى التي ترغب في إعادة التواصل مع النظام السوري في الوقت الراهن، فالاتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية تدين النظام الأوسع في سوريا.

نشرت المقالة الأصلية على موقع متحف ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة

في الذكرى الحادية عشرة لانطلاق الحراك الشعبي: توثيق مقتل 228647 مدنيا بينهم 14664 بسبب التعذيب واعتقال تعسفي/ إخفاء قسري لـ 151462، وتشريد قرابة 14 مليون سوري

خسائر بشرية هائلة على طريق الحرية والكرامة

متاح بالـ

 

بيان صحفي (لتحميل التقرير كاملاً في الأسفل):

باريس – قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر اليوم بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لانطلاق الحراك الشعبي نحو الديمقراطية في سوريا إنها وثقت مقتل 228647 مدنياً بينهم 14664 بسبب التعذيب واعتقال تعسفي/ إخفاء قسري لـ 151462 شخصاً، وتشريد قرابة 14 مليون سوري، لافتةً إلى خسائر بشرية هائلة على طريق الحرية والكرامة.

قال التقرير -الذي جاء في 30 صفحة- إنَّ الحراك الشعبي الذي اندلع ضد النظام السوري في آذار/ 2011، تركَّزت مطالباته على الحقِّ في التعبير عن الرأي بحرية، وفي تداول السلطة، والحقِّ في الكرامة الإنسانية، وكلها مبادئ حقوقية أساسية، لا يتصور أن تحيا مجتمعات العصر الحديث بدونها، إلا أنَّ النظام السوري ردَّ على المظاهرات السلمية بالرصاص الحي، وحملات اعتقال وتعذيب وإخفاء قسري، استمرت أشهراً طويلة، ولفتَ التقرير إلى تحوُّلِ الحراك الشعبي إلى نزاع مسلح داخلي، تدخلت فيه العديد من دول العالم، لكنَّ جذر القضية في سوريا يبقى مطالب شعبية بحقِّ الشعب السوري في أن ينتخب قياداته، وألَّا يُحكَم كالقطيع من قبل عائلة واحدة، وأن يتمتع بحقوقه الأساسية ويمتلك ثرواته ويحاسب حكومته.

يقول فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان:
“على مدى أحد عشر عاماً قدَّم السوريون تضحيات هائلة من أجل استعادة دولتهم من الفردية والدكتاتورية، إلى أن تكون ملكاً لجميع أبناء الشعب، يختارون حكَّامهم بديمقراطية وكرامة، ويتحمل النظام السوري وحليفيه الإيراني والروسي المسؤولية الأساسية عن عرقلة الانتقال الديمقراطي، وتكريس حكم الاستبداد، لكن الغرب أيضاً لم يبذل جهوداً كافية في حماية السوريين ومساعدتهم في تحقيق الانتقال نحو الديمقراطية، لا يمكن أن يقبل السوريون بعد كل هذه التضحيات أقل من محاسبة مرتكبي الانتهاكات وتحقيق مطالبهم المحقة”.

ذكَّر التقرير بالكلفة البشرية الهائلة التي خسرها السوريون في نضالهم نحو الحرية والديمقراطية ودولة القانون، واستعرض حصيلة أبرز الانتهاكات التي تعرَّض لها الشعب والدولة السورية، جراء استمرار النزاع المسلح الداخلي، وفشل المجتمع الدولي الذريع في حلِّ النزاع السوري وتحقيق انتقال سياسي. وقال التقرير إن مجلس الأمن الدولي أصدر 27 قراراً متعلقاً بالشأن السوري ولم يتم تنفيذ مجمل ما وردَ فيها بما في ذلك قضية المعتقلين والأسلحة الكيميائية. وأكَّد التقرير على أن النظام السوري لا يزال يحتفظ بأسلحة دمار شامل.

سجل التقرير مقتل ما لا يقل عن 228647 مدنياً، بينهم 29741 طفلاً، و16228 سيدة (أنثى بالغة) على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ آذار/ 2011 حتى آذار/ 2022، قتل 200367 بينهم 22941 طفلاً، و11952 سيدة على يد قوات النظام السوري. فيما قتلت القوات الروسية 6928 بينهم 2042 طفلاً، و977 سيدة. وقتل تنظيم داعش 5043 بينهم 958 طفلاً، و587 سيدة. فيما قتلت هيئة تحرير الشام 508 بينهم 71 طفلاً، و77 سيدة. وقتل الحزب الإسلامي التركستاني 4 مدنيين. وبحسب التقرير فقد قتلت جميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني: 4189 مدنياً بينهم 998 طفلاً، و882 سيدة. وقتلت قوات سوريا الديمقراطية 1348 مدنياً بينهم 238 طفلاً، و165 سيدة. وسجل التقرير مقتل 3048 مدنياً بينهم 925 طفلاً، و658 سيدة على يد قوات التحالف الدولي. و7212 مدنياً بينهم 1568 طفلاً، و930 سيدة على يد جهات أخرى. وقد عرض التقرير المؤشر التراكمي لحصيلة الضحايا وتوزع الحصيلة على مدى السنوات الـ 11 الماضية، وأظهر تحليل البيانات أن 91% من الضحايا قد قتلوا على يد قوات النظام السوري وحلفائه، كما أن قرابة 56 % من الضحايا قد قتلوا في العامين الثاني والثالث على اندلاع الحراك الشعبي (منذ آذار 2012 حتى آذار 2014)، وأضاف التقرير أن قرابة 52 % من حصيلة الضحايا المدنيين قد قتلوا في محافظات ريف دمشق وحلب وحمص.
وفقاً للتقرير فإنَّ من بين الضحايا 869 من الكوادر الطبية، قرابة 84 % منهم قتلوا على يد قوات الحلف السوري الروسي. كما سجل منذ آذار 2011 مقتل 711 من الكوادر الإعلامية، قتل نحو 78 % على يد قوات النظام السوري.

وثق التقرير ما لا يقل عن 151462 شخصاً، بينهم 5093 طفلاً 9774 سيدة (أنثى بالغة)، لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ آذار/ 2011 حتى آذار/ 2022، كان 132667 بينهم 6358 طفلاً، و8096 سيدة على يد قوات النظام السوري. و8648 بينهم 319 طفلاً، و255 سيدة على يد تنظيم داعش. و2336 بينهم 46 طفلاً، و44 سيدة على يد هيئة تحرير الشام. و3783 بينهم 361 طفلاً، و857 سيدة على يد جميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني. و4028 بينهم 709 طفلاً، و522 سيدة على يد قوات سوريا الديمقراطية. واستعرض رسوماً بيانية أظهرت المؤشر التراكمي لهذه الحصيلة وتوزعها بحسب السنوات منذ آذار 2011، إضافة إلى توزع حصيلة من لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري على المحافظات السورية تبعاً للمحافظة التي شهدت حادثة الاعتقال، وأظهر تحليل البيانات أن الحصيلة الأعلى ممن لا يزالون قيد الاعتقال أو الإخفاء القسري كانت في الأعوام الثلاثة الأولى بعد اندلاع الحراك الشعبي نحو الديمقراطية. وقد كان لمحافظة دمشق النصيب الأكبر من هذه الحصيلة بـقرابة 19% تلتها حلب بقرابة 15 %.

سجل التقرير منذ آذار/ 2011 مقتل ما لا يقل عن 14664 شخصاً، بينهم 181 طفلاً، و93 سيدة (أنثى بالغة)، بسبب التعذيب على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، كان 14449 بينهم 174 طفلاً، و74 سيدة على يد قوات النظام السوري. و32 بينهم 1 طفلاً، و14 سيدة على يد تنظيم داعش. و29 بينهم 2 طفلاً على يد هيئة تحرير الشام. كما سجل التقرير مقتل 50 شخص بسبب التعذيب بينهم 1 طفلاً، و2 سيدة على يد جميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني. و79 بينهم 1 طفلاً، و2 سيدة على يد قوات سوريا الديمقراطية ذات القيادة الكردية. و25 بينهم 2 طفلاً، و1 سيدة على يد جهات أخرى.

استعرض التقرير حصيلة أربعة أنواع من الأسلحة: البراميل المتفجرة، الأسلحة الكيميائية، الذخائر العنقودية، الأسلحة الحارقة، وقال إن طيران النظام المروحي وثابت الجناح ألقى ما لا يقل عن 81916 برميلاً متفجراً، وذلك منذ أول استخدام موثق لهذا السلاح في 18/ تموز/ 2012؛ تسببت في مقتل 11087 مدنياً، بينهم 1821 طفلاً و1780 سيدة.
وسجل التقرير 222 هجوماً كيميائياً في سوريا، منذ أول هجوم موثق لهذا السلاح في كانون الأول/ 2012، نفَّذ النظام السوري 217 هجوماً، فيما نفَّذ تنظيم داعش 5 هجمات. وقد تسبَّبت جميع الهجمات في مقتل 1510 أشخاص بينهم 205 طفلاً و260 سيدة (أنثى بالغة) جميعهم قضوا في هجمات شنَّها النظام السوري، إضافة إلى إصابة 11212 شخصاً، 11080 منهم أصيبوا في هجمات شنها النظام السوري و132 أصيبوا في هجمات شنها تنظيم داعش. وطبقاً للتقرير فإن النظام السوري ما زالَ حتى الآن يمتلك أسلحة كيميائية لم يعلن عنها، وتخوَّف التقرير من أن يكرر النظام استخدامها ضد الشعب السوري.
وعلى صعيد الذخائر العنقودية قال التقرير إن النظام السوري وحليفه الروسي قد استخدما هذه الذخائر بشكل مكثف، فقد سجل 495 هجوماً منذ أول استخدام موثَّق لهذا السلاح في تموز/ 2012، كان 250 هجوماً منها على يد قوات النظام السوري، و237 هجوماً على يد القوات الروسية، إضافة إلى 8 هجمات روسية/ سورية. وبحسب التقرير فقد تسبَّبت تلك الهجمات في مقتل 1042 مدنياً بينهم 389 طفلاً و217 سيدة (أنثى بالغة).
وسجل التقرير ما لا يقل عن 171 هجوماً بأسلحة حارقة على مناطق مدنيَّة سكنيّة، منذ آذار/ 2011، كان 41 منها على يد قوات النظام السوري. و125 على يد القوات الروسية. و5 على يد قوات التّحالف الدولي.

وفقاً للتقرير فقد عمدت جميع أطراف النزاع لإلحاق أضرار بالمراكز الحيوية، ولم يقتصر الاعتداء عليها على عمليات القصف فقط، بل امتدَّ أيضاً إلى تحويل أطراف النزاع العشرات من هذه المراكز الحيوية إلى ثكنات عسكرية أو مراكز اعتقال في المناطق التي تسيطر عليها؛ ما يجعلها عرضة لاستهدافها من قبل أطراف النِّزاع الأخرى. وقد سجل التقرير منذ آذار/ 2011 ما لا يقل عن 869 حادثة اعتداء على منشآت طبية، و1407 على أماكن عبادة. كما سجل تضرر 1597 مدرسة، بعضها تعرض لأزيد من اعتداء. وأوضح التقرير أن الحلف السوري الروسي الإيراني يتحمل مسؤولية قرابة 86 % من حصيلة هذه الحوادث.

قال التقرير إن أزيد من نصف الشعب السوري بين نازح ولاجئ لافتاً إلى تقديرات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التي تشير إلى أن قرابة 13.4 مليون سوري قد أجبر على النزوح داخلياً أو اللجوء إلى دول أخرى منذ آذار/ 2011. وأكَّد التقرير أن سوريا ليست آمنة على سكانها ولا لعودة اللاجئين، حيث يتعرض اللاجئون العائدون إلى أنماط الانتهاكات نفسها التي يعاني منها السكان المقيمين في سوريا، وعزا التقرير ذلك بشكل أساسي إلى غياب القانون وهيمنة القمع والاستبداد وتمركز السلطات. وفي سياق متصل سجل التقرير منذ مطلع عام 2014 حتى آذار/ 2022 ما لا يقل عن 2346 حالة اعتقال تعسفي بينها 249 طفلاً و194 سيدة (أنثى بالغة)، بحق لاجئين عادوا من دول اللجوء أو الإقامة إلى مناطق إقامتهم في سوريا، جميعهم تم اعتقالهم على يد قوات النظام السوري. إضافة إلى اعتقال ما لا يقل عن 907 نازحين عادوا إلى مناطق يسيطر عليها النظام السوري أيضاً، من بينهم 22 طفلاً و17 سيدة.

طبقاً للتقرير فقد شهدت السنتان الأخيرتان محاولات لإعادة تعويم النظام السوري سياسياً، قادت تلك المحاولات روسيا، وحليفتها الجزائر، وبطلب من الأولى بذلت الجزائر جهوداً حثيثة من أجل إعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية. وأوضح التقرير أن هذه المحاولات لم تقتصر على الدول بل تعدتها إلى منظمات دولية.

استنتج التقرير أن كافة أطراف النزاع في سوريا قد انتهكت كلاً من القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والنظام السوري وحلفاؤه هم المرتكب للكمِّ الأكبر من الانتهاكات. وأكَّد أن قوات النظام السوري ارتكبت انتهاكات متعددة من القتل خارج نطاق القانون، والتَّعذيب، والتشريد القسري، وغير ذلك من الجرائم التي ترقى إلى جرائم ضدَّ الإنسانية؛ بسبب منهجيتها وسِعَةِ نطاقها معاً. كما ارتكبت جرائم حرب عبر القصف العشوائي، وتدمير المنشآت والأبنية.
وأضافَ أن القوات الروسية خرقت قراري مجلس الأمن رقم 2139 و2254 عبر عمليات القصف العشوائي، وانتهكت العديد من بنود القانون الإنساني الدولي مُرتكبة عشرات الانتهاكات التي ترقى إلى جرائم حرب.

أوصى التقرير أعضاء مجلس الأمن بالتَّوقف عن استخدام حق النقض لحماية النظام السوري، الذي ارتكب على مدى أحد عشر عاماً آلاف الانتهاكات، التي تُشكل في كثير منها جرائم ضدَّ الإنسانية وجرائم حرب. وطالب باللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لحماية المعتقلين من الموت داخل مراكز الاحتجاز، ووضع حدٍّ لوباء الاختفاء القسري المنتشر في سوريا، وإيقاف عمليات التعذيب والموت بسبب التعذيب داخل مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري. والكشف عن مصير قرابة 102 ألف مختفٍ قسرياً في سوريا، 85 % منهم لدى النظام السوري.
كما طالب بنقل المسألة السورية من مجلس الأمن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وتطبيق مبدأ اتحاد من أجل السلام، وإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين في الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب. والعمل بشكل جدي على تحقيق الانتقال السياسي وفقاً لبيان جنيف واحد وقرار مجلس الأمن رقم 2254، سعياً نحو تحقيق الاستقرار ووحدة الأراضي السورية وعودة اللاجئين والنازحين الكريمة والآمنة.

وطالب التقرير المجتمع الدولي إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية أو إنشاء محكمة مخصصة لمحاكمة الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب على وجه السرعة لإيقاف مسلسل الإفلات من العقاب. وتوسيع العقوبات السياسية والاقتصادية ضد النظام الروسي بسبب ارتكابه جرائم حرب في سوريا، وبسبب استمراره في خرق العقوبات المفروضة على النظام السوري، ومساعدته في خرق قرارات مجلس الأمن. كما طالب بتشكيل ضغط حقيقي على روسيا وإيران واعتبارهما شريكَين رئيسَين في الانتهاكات التي ترتكب في سوريا.
وأوصى التقرير المجتمع الدولي بإيقاف أية عملية إعادة قسرية للاجئين السوريين، لأن الأوضاع في سوريا ما تزال غير آمنة، والضغط في سبيل تحقيق انتقال سياسي يضمن عودة تلقائية لملايين اللاجئين.
كما طالب جامعة الدول العربية بالرفض المطلق لعودة النظام السوري إلى الجامعة.
إلى غير ذلك من توصيات إضافية…

لتحميل التقرير كاملاً

 

 

السوريون يشاهدون أوكرانيا بمزيج من الخوف والأمل

يمكن توسيع الحمايات الدولية المقدمة للأوكرانيين لتشمل السوريين أيضا

سوريون يشاركون في مظاهرة “سوريا بدها حرية” احتجاجا على هجمات القوات المسلحة السورية وحلفائها على المدنيين، بالإضافة إلى الاجتياح الروسي الشامل لأوكرانيا في ساحة دام، 26 فبراير/شباط 2022 في أمستردام، هولندا. © 2022 باولو أموريم/سيبا عبر أسوشيتد برس

متاح بالـ

 

مايا غازي
اسم مستعار يستخدم لحماية هوية موظفة في هيومن رايتس ووتش

على مدى العامين الماضيين، استقر الأمر بسوريا على وضع كئيب: اقتصاد منهار، أمة مجزأة، ومخاطر مستمرة تنتظر اللاجئين الذين يُعادون قسراً إلى ديارهم.

مع ذلك، سبق الذكرى الـ 11 للثورة السورية شيء من التفاؤل هنا وهناك. فقد حوكم في كوبلنتس في ألمانيا، على سبيل المثال، ضابط سابق في نظام الأسد في وقت سابق من هذا العام. والسوريون يتابعون الإدانة الدولية السريعة والواسعة للغزو الروسي لأوكرانيا، الذي يذكرهم بمعاناتهم، ويشاهدون دولاً تنسّق فيما بينها للتصدي بقوة لحليف الأسد الرئيس فلاديمير بوتين، بينما تشن القوات الروسية هجمات غير مشروعة تؤدي إلى قتل المدنيين وإصابتهم إصابات خطيرة.

كتب المفكر السوري البارز ياسين الحاج صالح مؤخراً أنّ “أوكرانيا تعتبر قضية سوريّة”.

كانت أحدث صور للدمار في مختلف أنحاء أوكرانيا بسبب الهجمات الروسية مألوفة في أماكن مثل درعا وحمص. ومقاطع الفيديو التي حُمّلت على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تصور الهجمات غير القانونية المحتملة على المستشفيات والمناطق السكنية هي تذكير مرعب بالحملة الجوية الوحشية التي يشنها التحالف الروسي-السوري على حلب وإدلب منذ عام 2015. كما أشار صالح، “قد يأتي السوريون المعارضون للرئيس بشار الأسد في المرتبة الثانية بعد الأوكرانيين أنفسهم في متابعة كل فظائع الحرب التي يشنها نظام فلاديمير بوتين في أوكرانيا”.

على الرغم من ازدواج المعايير لدى وسائل الإعلام ومسارعة الدول إلى الاستجابة لقضية أوكرانيا مقارنةً بسوريا، لم يتراجع التزام مجموعات المجتمع المدني والنشطاء بالحقوق الأساسية والتضامن مع الأشخاص الآخرين الذين يواجهون القمع. فغالباً ما كان النشطاء واللاجئون السوريون من أوائل من أبدى تضامنه مع الأشخاص الآخرين الذين يواجهون الأزمات، ولم تكن الأسابيع الثلاثة الماضية مختلفة. أعربت منظمة “الخوذ البيضاء” الإنسانية السورية، التي أفادت تقارير بأنها أنقذت حياة آلاف السوريين من خلال جهود الإسعاف، عن استعدادها للتطوع في أوكرانيا.

أظهرت الأحداث الأخيرة أن العالم قادر على التعبئة لمواجهة المعتدين المتوحّشين، وأن البلدان قادرة على التنازل عن شروط التأشيرات للأشخاص المحتاجين الفارين من النزاعات، وأنه يمكن الترحيب باللاجئين برأفة. لذلك، رغم أن العالم تخلى إلى حد كبير عن السوريين في مواجهة العدوان من عدة جهات مسلحة، إلا أن هذه اللحظة يجب أن تكون تذكيراً بأن تجربة السوريين مع الانتهاكات الحقوقية العنيفة هي نفسها تجربة الأوكرانيين، وأنهم يستحقون نفس الحماية والدعم المستمرين أيضاً.

نشرت المقالة الأصلية على موقع هيومن رايتس ووتش

المواطن أحمد درويش مقبول مختفٍ قسريا منذ عام 2013

الشبكة السورية لحقوق الإنسان
باريس – أطلعت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي في الأمم المتحدة بقضية المواطن “أحمد درويش مقبول”، الذي كان يعمل عامل مياومة قبيل اعتقاله، وهو من أبناء مدينة حماة، من مواليد عام 1985، اعتقلته عناصر تابعة لقوات النظام السوري في آذار/ 2013، إثر مداهمة منزله في مخيم العائدين بمدينة حماة، واقتادته إلى جهة مجهولة، ومنذ ذلك التاريخ أخفي قسرياً، ولا يزال مصيره مجهولاً بالنسبة للشبكة السورية لحقوق الإنسان ولأهله أيضاً.
 
كما قامت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بإطلاع المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، والمقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب، والمقرر الخاص المعني بحق كل إنسان بالتمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية، بقضية المواطن “أحمد”.
 
السلطات السورية تنفي إخفاءها القسري للمواطن أحمد درويش مقبول، ولم تتمكن الشبكة السورية لحقوق الإنسان من معرفة مصيره حتى الآن، كما عجز أهله عن ذلك أيضاً، وهم يتخوفون من اعتقالهم وتعذيبهم في حال تكرار السؤال عنه كما حصل مع العديد من الحالات المشابهة.
 
طالبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان لجنة الأمم المتحدة المعنية بالاختفاء القسري، والمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، والمقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب، والمقرر الخاص المعني بحق كل إنسان بالتمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية، طالبتهم بالتدخل لدى السلطات السورية من أجل مطالبتها العاجلة بالإفراج عنه، والإفراج عن آلاف حالات الاختفاء القسري، وضرورة معرفة مصيرهم.
 
الحكومة السورية ليست طرفاً في الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، لكنها على الرغم من ذلك طرف في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والميثاق العربي لحقوق الإنسان، الَلذين ينتهك الاختفاء القسري أحكام كل منهما.
 
كما أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تخوُّفها من عمليات التعذيب وربما الموت بسبب التعذيب بحق المختفين قسرياً منذ عام 2011 ولا يزال عداد الاختفاء القسري في تصاعد مستمر.
 

في اليوم الدولي للمرأة انتهاكات متعددة من مختلف أطراف النزاع في سوريا

قمع النساء في مناطق السيطرة يكرس حالة من فقدان التنمية والمساواة والأمن

الشبكة السورية لحقوق الإنسان
متاح بالـ

 

بيان صحفي (لتحميل التقرير كاملاً في الأسفل):

باريس – قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم في تقريرها تحت عنوان “في اليوم الدولي للمرأة انتهاكات متعددة من مختلف أطراف النزاع في سوريا” إن ما لا يقل عن 9774 سيدة لا تزلن قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في سوريا، كما قُتلت 16228 سيدة، إضافة إلى مقتل 93 بسبب التعذيب، مشيرة إلى أنَّ قمع النساء في مناطق السيطرة يكرس حالة من فقدان التنمية والمساواة والأمن.

ذكر التقرير -الذي جاء في 21 صفحة- أنَّ السوريين الذين شاركوا في الحراك الشعبي تأملوا أن تكون المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام السوري نماذجَ في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية واستقلال القضاء، وما إلى ذلك من مقتضيات دولة القانون، لكن هذا لم يحدث، وغالباً ما تقوم السلطات في تلك المناطق بمقارنة حالة الحريات، والحقوق والقضاء مع النظام السوري، ورأى التقرير أنَّ هذه المقارنة مستهجنة أشدَّ الاستهجان، لأن المقارنة عادة ما تتم مع الأنظمة الحضارية التي تحترم القانون الدولي، وليس مع نظام متورط في ارتكاب العديد من الانتهاكات التي تشكل جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، ومارسَ عمليات الإخفاء القسري، وقتلَ 74 امرأة تحت التعذيب، وكتب دستوراً يجسد صفات الدكتاتورية، وأنشأ محاكم أمنية تتبع للأجهزة الأمنية بهدف تصفية الخصوم، مؤكداً أنه نظام متوحش مارس أفظع الانتهاكات بحق المرأة التي طالبت بالتغيير السياسي، وشرَّد ملايين النساء، واعتقل تعسفياً عشرات آلاف النساء.

استعرض التقرير حصيلة أبرز الانتهاكات التي ارتكبتها أطراف النِّزاع والقوى المسيطرة في سوريا بحقِّ السيدات “الإناث البالغات” منذ آذار/ 2011 حتى آذار/ 2022، على خلفية النزاع المسلح الداخلي، وكانتهاك للقانون الدولي لحقوق الإنسان، كما تحدَّث عن أبرز الانتهاكات والاعتداءات التي وقعت بحق المرأة في مناطق القوى المسيطرة الرئيسة الثلاث: المعارضة المسلحة، قوات سوريا الديمقراطية، هيئة تحرير الشام، والتي تنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان، موضحاً أن الانتهاكات ضدَّ المرأة تعتبر عقبة أمام تحقيق التنمية، والمساواة والانتقال نحو الديمقراطية والسلم، كما أنها تغرس الخوف وانعدام الأمن لدى المرأة، وتعرقل ممارستها للأنشطة الأساسية كالعمل والتنقل والتعليم، والمشاركة السياسية والاجتماعية.

سجل التقرير منذ آذار/ 2011 حتى آذار/ 2022، مقتل ما لا يقل عن 16228 سيدة (أنثى بالغة) على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، 11952 قتلنَ على يد قوات النظام السوري، و977 على يد القوات الروسية، فيما قتل تنظيم داعش 587، وقتلت هيئة تحرير الشام 77. ووفقاً للتقرير فقد قتلت جميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني 882 سيدة، وقتلت قوات سوريا الديمقراطية 165. وسجل التقرير مقتل 658 سيدة على يد قوات التحالف الدولي، و930 سيدة على يد جهات أخرى.
وطبقاً للتقرير فإنَّ ما لا يقل عن 9774 سيدة لا تزلنَ قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ آذار/ 2011، بينهن 8096 لدى النظام السوري، و255 لدى تنظيم داعش، و44 لدى هيئة تحرير الشام، و857 لدى جميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني، و522 لدى قوات سوريا الديمقراطية. وقد أظهر تحليل البيانات أن النظام السوري مسؤول عن قرابة 83 % من حالات الاعتقال والاختفاء القسري مقارنة ببقية أطراف النزاع. وهذا بحسب التقرير يدل على تعمد النظام السوري ملاحقة واعتقال/ احتجاز وإخفاء الإناث بدوافع متعددة، على نحوٍ مخطط ومدروس.

وعلى صعيد متصل وثَّق التقرير مقتل ما لا يقل عن 93 سيدة بسبب التَّعذيب على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، قتلت 74 منهن على يد قوات النظام السوري، و14 على يد تنظيم داعش، و2 على يد كل من قوات سوريا الديمقراطية، وجميع فصائل المعارضة المسلحة/الجيش الوطني، و1 على يد جهات أخرى.
كما وثق التقرير في المدة ذاتها ما لا يقل عن 11523 حادثة عنف جنسي ضد الإناث، كانت 8013 على يد قوات النظام السوري، و3487 على يد تنظيم داعش، وأضاف أن 12 منها كانت على يد قوات سوريا الديمقراطية، و11 على يد جميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني. وفي هذا الجانب أوضح التقرير أنَّ كلاً من النظام السوري وتنظيم داعش قد مارس العنف الجنسي كسلاح حرب استراتيجي وأداة تعذيب وانتقام ضد المجتمع السوري.

رصدَ التقرير تعرض النساء العاملات والناشطات لأنماط متعددة من العنف، في شمال شرق وشمال غرب سوريا، وعلى نحوٍ متفاوت بين منطقة وأخرى، وقال إن النساء اللواتي انخرطن في الأنشطة المجتمعية والسياسية والإعلامية والإنسانية، قد دفعنَ ثمناً باهظاً تجسَّد في تعرُّض كثيرات منهن لأنماط مختلفة من المخاطر والتهديدات، والاعتداءات الجسدية والمعنوية، وعرض التقرير بشكل موجز أبرز تلك الممارسات والانتهاكات، وسجل في هذا السياق ما لا يقل عن 107 حوادث اعتداء وترهيب تعرضت لها النساء الناشطات أو العاملات أو المراكز المختصة بالمرأة على خلفية أنشطتهن منذ آذار 2021 حتى آذار 2022، وذلك في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري في كل من محافظات إدلب وحلب والرقة والحسكة ودير الزور، والتي تخضع لسيطرة واحدة من القوى التالية: جميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني، قوات سوريا الديمقراطية، هيئة تحرير الشام، ولم يتم تضمين مناطق النظام السوري وممارساته في هذا المجال ضمنَ التقرير. وذكر أنها توزعت بحسب الجهة المرتكبة للانتهاك على النحو التالي: هيئة تحرير الشام: 27، جهات لم يتمكن التقرير من تحديدها: 21، خلايا متطرفة (يعتقد أنها تنتمي لتنظيم داعش): 17، جميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني: 23، قوات سوريا الديمقراطية: 19. وأكد التقرير أن هذه الانتهاكات تسبَّبت في ردع النساء عن المشاركة الفاعلة في مختلف المجالات، السياسية، الإعلامية، وما يتعلق بحرية الرأي والتعبير، والنشر على صفحات التواصل الاجتماعي، وبشكل خاص فيما يتصل بنقد الانتهاكات بحق المرأة.

سجل التقرير العديد من حالات الاضطهاد والعنف ضد المرأة، والتي وصلت في بعض الأحيان حدَّ قتلها، وذلك على خلفية جنسانية مرتبطة بشكل أساسي بما يطلق عليه مجتمعياً اسم “جرائم الشرف”، واعتبر التقرير أن هذه الاعتداءات والجرائم انعكاس واضح لمدى هشاشة البنية القانونية والقضائية الناظمة لحقوق المرأة، وقد وثق التقرير منذ آذار 2021 حتى آذار 2022 ما لا يقل عن 24 حالة قتل طالت النساء بدافع جنساني على يد أسرهن أو شركائهن، معظمها بذريعة “الشرف” أو رفض النساء لتزويجهن قسرياً، أو حالات ناجمة عن عنفٍ من الرجل.

أكد التقرير أن النظام السوري المسيطر على الدولة السورية كان الجهة الأولى التي خرقت القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، ومارست انتهاكات بحق المرأة على نحوٍ واسع في كثير من الأنماط مثل القتل، والتعذيب والإخفاء القسري، وسارت على نهجه بقية أطراف النزاع بشكل متفاوت، والبعض منها ارتكب انتهاكات بحق المرأة السورية لم يمارسها النظام السوري نفسه مثل والتضييق على الملابس وحرية التنقل.

وقال التقرير إن المجموعات المسلحة، باعتبارها أطرافاً من غير الدول، لا تستطيع أن تنضم رسمياً إلى أطراف المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان، لكنها مُلزَمة رغم ذلك باحترام حقوق الإنسان الأساسية، وبالقانون الدولي العرفي، كون هذه الأطراف تجسد سيطرة فعلية على أجزاء من إقليم الدولة.

وقد أثبت التقرير وجود أنماط من التمييز بحق المرأة في عدد من الممارسات، وهذا يشكل انتهاكاً لاتفاقيّة القضاء على جميع أشكال التمييز ضدّ المرأة.
كما أكد التقرير أن أغلب ممارسات العنف والانتهاكات بحق المرأة تهدف لردعها عن الانخراط في الشأن العام، وبشكل خاص النشاط السياسي، والإعلامي. وقال إن العشرات من حقوق المرأة الأساسية يتم انتهاكها، وفي مقدمتها، الحق في الحياة، عدم التعرض للتعذيب والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، وفي التنقل، واللباس، وحرية الرأي والتعبير، والعمل، وغيرها من الحقوق.

وشدَّد التقرير على أن تعزيز دور المرأة، وحمايتها من العنف والانتهاكات، بما في ذلك حقها في العمل السياسي والإعلامي وحرية الرأي، سوف ينعكس بشكل إيجابي على المجتمع كله، كما أن كل ذلك من الأمور الأساسية في السعي نحو المساواة والتنمية.

أوصى التقرير أطراف النزاع/ القوى المسيطرة: باحترام قواعد القانون الدولي الإنساني العرفي، وقواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان بما فيها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة – سيداو، والتوقف عن كافة أشكال التمييز ضد المرأة. وطالب جميع أطراف النزاع بالإفراج الفوري عن النساء المحتجزات تعسفياً، وبشكل خاص على خلفية النزاع المسلح، والالتزام بالقوانين الدولية الخاصة باحتجاز الفتيات. وإجراء تحقيقات عن مرتكبي الانتهاكات، والعنف ضد المرأة، ومحاسبتهم وفق نظام قضائي مستقل، وأحكام تراعي القوانين الدولية، والبدء بتعويض الضحايا وجبر الضرر.

وطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتأمين حماية ومساعدة النساء المشردات قسرياً من نازحات ولاجئات، ومراعاة احتياجاتهن الخاصة في مجال الحماية تحديداً. واتخاذ كافة الإجراءات الممكنة قانونياً وسياسياً ومالياً بحق النظام السوري وحلفائه، وبحق جميع مرتكبي الانتهاكات في النزاع السوري للضغط عليهم من أجل الالتزام باحترام حقوق المرأة.
إلى غير ذلك من توصيات إضافية…
للاطلاع على التقرير كاملاً

الذكرى الأربعون لمجزرة حماة.. بين ضرورة الإنصاف وواقع التجاهل الدولي

الشبكة السورية لحقوق الإنسان
فضل عبد الغني

 
شهد شهر شباط/2022 ذكرى مرور أربعين عاماً على ارتكاب حافظ الأسد ونظامهِ العسكري مجزرة مروعة في مدينة حماة عام 1982 والتي امتدت على مدى شهرٍ كاملٍ؛ هذه المجزرة لم تشهد رغم بشاعتها الاهتمام المطلوب إعلامياً، حقوقيا، سياسيا، لا على المستوى الشعبي ولا على المستوى الدولي، والسبب الأساسي عدم وجود أصوات أو كتابات سورية، إعلامية أو سياسية أو حقوقية عن المجزرة بعد ارتكابها، ويعود ذلك لحالة الرعب والإرهاب التي كان يعيشها المجتمع السوري، والقمع الرهيب لحرية الرأي والتعبير، وإعدام السياسة التي مارسها حافظ الأسد منذ استيلائه على السلطة في سوريا عام 1970، وتصفيتهِ لشركائه في الانقلاب من أعضاء اللجنة العسكرية، ثم وضع دستور 1973، والذي أسس من خلاله لنظام الدولة/ الحزب، وأعطى لنفسه صلاحيات هائلة؛ حيث تمركزت حوله كل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، كما مدد من صلاحيات حزبه، وحولهُ لطريقٍ لبلوغِ السلطة والارتقاء بين سلالمها.
 
إن هذا الواقع المرير الذي بناه حافظ الأسد هو ما استمر بشار الأسد في تطبيقه على أنفاس السوريين إلى اليوم؛ ومجزرة حماة التي يحيي السوريون ذكراها الأربعين، تتزامن مع الذكرى الحادية عشر لانطلاق الثورة السورية آذار/2011، مما جعل الشعب السوري على يقين جازم بأن مجازر هذا النظام ليست وليدة أحداث الربيعِ العربي وارتباكهِ أمامها، ولكن هو نزوحٌ بنيويٌ للعنفِ المفرطِ داخل تركيبة هذا النظام الدموي؛ فبشار لم يرث منصب الرئاسة بقدر ما ورث نظاماً دموياً مُطبعاً مع العنفِ؛ وكيف لا؟ وأرقام مجزرة حماة جاثمة على قلوب الأسديين لتُظهرَ مدى لا محدودية الطابع الإجرامي الذي يتصفُ به نظام “أسرة الأسد”.
 
وعلى مدى جميع السنوات تعامل نظام الأسد مع مجزرة حماة، على أنها “أحداث” وصدامات مع جماعة الإخوان المسلمين، فلم تقم أيا من الحكومات المتعاقبة بتسجيل الضحايا الذين قتلوا، ولا المفقودين، ولم يفتح أي تحقيق داخلي، وهذه الممارسات تشابه تماما ما قام به الأسد الابن مع ضحايا ثورة 2011.
إن جميع ما سبق ساهم في ضياع الحقيقة، وبيانات الضحايا، وقد عملت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في السنوات الماضية على محاولة تسجيل بيانات الضحايا، لكن مازالت هناك فوارق كبيرة حتى الآن بين ما تم توثيقه والإحصائيات المتداولة شعبيا، حيثُ تمكنت من توثيق قرابة 7984 مدنياً تم قتلهم، لكن التقديرات تشير إلى مقتل ما بين 30 إلى 40 ألف مدنياً، أما المختفون فلم تتمكن سوى من الحصول على بيانات لقرابة 3762 مختفياً قسرياً، في حين التقديرات تشير إلى أن هناك قرابة 17 ألف مختفٍ قسري، وأن ترهيب نظام الأسد للسوريين والحمويين منعهم من الحديث عن المجزرة وضحاياها، كما أن عدم وجود إمكانية للعمل عليها سوى بعد عام 2011، من أبرز العوامل الإضافية التي جعلت المهمة غاية في الصعوبة.
 
ومما لفت انتباهي بشكل خاص خلال البحث الطويل عن كتابات عن مجزرة حماة/82 الصمت المريب الذي تفاعلَ به المجتمع الدولي سواء كان دولاً أو منظمات حكومية مع ما حصلَ في حماة عام 1982، وفي هذا الصدد لا يمكنُ إلا أن أستهجنَ عدم وجود أي وثيقة أممية توثق المجزرة وتطالب بكشف مصير عشرات آلاف من الضحايا ومحاسبة مرتكبيها، فخلال البحث لم أجد أي وثيقة بين سجلات الأمم المتحدة تشيرُ للكارثة الإنسانية التي وقعت في حماة عام 1982، والتي امتدت لقرابة شهر كامل، وكنت قد لاحظت أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي قد أصدر قرارا طلب فيه من هيئة حقوق الإنسان (وهو ما تحول لاحقاً لمجلس حقوق الإنسان) تعيين مقرر خاص لتقديم تقرير عن الإعدام التعسفي في العالم، وفي أيار من العام التالي 1983 أصدر المجلس الاقتصادي والاجتماعي قرارين بناءً على التقرير المطلوب، لكنه وللأسف الشديد كان خاليا من ذكر أي شيء عن مجزرة حماة 1982، على الرغم من وجودِ آلاف حالات الإعدام التعسفي التي وقعت، كما أن المقرر لم يرسل لجنة للتحقيق إلى حماة.
 
إن هذا الفشل في إصدارِ إدانة على الجريمة البشعة امتد لمرحلة مجلس حقوق الإنسان، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، فلم يقم أي أمين عام للأمم المتحدة، ولا أي مفوض لحقوق الإنسان بإصدار ولو مجرد إشارة إلى تلك المجزرة المروعة، فضلاً عن المطالبة بكشف مصير عشرات آلاف السوريين المختفين قسرياً، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات.
 
وكأحد أبناء المدينة، أعتقد أن هناك معاناة مضاعفة، وأليمة لأهالي مدينة حماة من مجزرة/82 وعلى أصعدة متعددة، ابتداء من السلطة الأسدية والانتهاكات الفظيعة التي مارستها، ثم تحميل قسم كبير من المجتمع السوري لأبناء المدينة بشكل عام المسؤولية عنها، ووصمها وعوائل كاملة من أبنائها بالتشدد الديني، وهي الرواية الأسدية، إضافة إلى ضعف التغطية الإعلامية العربية والدولية، إن لم نقل تشويهها للحقيقة على مدى سنوات (اختلفت بعض التغطية الإعلامية العربية قليلا لصالح الضحايا بعد الربيع العربي)، وكذلك تخاذل المجتمع الدولي ومجلس الأمن، وانعدامٍ شبهِ كاملٍ لردة الفعل السياسية من قبل الدول الديمقراطية، وعدمِ التدخلِ من أجلِ إيقافها أو التخفيفِ من وحشيتها على الرغم من استمرارها شهرا كاملا، مما يعني استحالة إنكار عدم المعرفة بها.
 
تأسيسا على كل ما سبق، أعتقد أنه من الواجب شعبيا ودوليا، استدراك جوانب من هذه الخطايا الكارثية، وتوعية المجتمع السوري بشكل أكبر عن حقيقة ما جرى، دون تشويه، وكذلك دون مبالغة وتهويل، كما يتوجب على الأمم المتحدة إدانة هذه المجزرة والمطالبة بمحاسبة من كان السبب، وفي مقدمتهم رفعت الأسد الذي عاد إلى بشار الأسد في تجسيد صارخ للإفلات من العقاب.
 
وأخيرا، لا بد من عمل منهجي ومدروس لتوثيق أحداث المجزرة، بما في ذلك مسؤولية الطليعة المقاتلة في الإخوان المسلمين، وبناء قاعدة بيانات للانتهاكات وبشكل خاص للضحايا الذين قتلوا، والمفقودين، وفضح كل الأفراد المتورطين بمجرزة حماة/82، والذين كافأ النظام السوري كثيرا منهم عبر ترقيتهم في مناصب وزارية وعسكرية، بعد كل ذلك نأمل أن تسامحنا حماة، يوما ما.

نشرت المقالة الأصلية على موقع تلفزيون سوريا.

 

أبرز انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا في شباط 2022

يجب فرض مزيد من العقوبات على النظام السوري وحليفه الروسي نظراً لاستمرار ارتكاب الانتهاكات الفظيعة في سوريا

الشبكة السورية لحقوق الإنسان
متاح بالـ

 

بيان صحفي (لتحميل التقرير كاملاً في الأسفل):

باريس- أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم تقريرها الشهري الخاص الذي يرصد حالة حقوق الإنسان في سوريا، واستعرضت فيه حصيلة أبرز انتهاكات حقوق الإنسان على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا في شباط 2022، وأشارت إلى أنه يجب فرض مزيد من العقوبات على النظام السوري وحليفه الروسي نظراً لاستمرار ارتكاب الانتهاكات الفظيعة في سوريا.

استعرَض التَّقرير -الذي جاء في 23 صفحة- حصيلة أبرز الانتهاكات التي وثقها في شهر شباط 2022، من حصيلة الضحايا المدنيين، الذين قتلوا على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة، إضافة إلى حصيلة حالات الاعتقال/ الاحتجاز والاختفاء القسري، وسلَّط الضوء على عمليات الاعتداء على الأعيان المدنيَّة، التي تمكن من توثيقها.

اعتمدَ التَّقرير على عمليات المراقبة المستمرة للحوادث والأخبار وعلى شبكة علاقات واسعة مع عشرات المصادر المتنوِّعة، إضافة إلى تحليل عدد كبير من الصور والمقاطع المصورة.

سجَّل التقرير في شباط مقتل 161 مدنياً، بينهم 28 طفلاً و6 سيدة (أنثى بالغة)، و1 من الكوادر الطبية، النسبة الأكبر منهم على يد قوات النظام السوري، كما سجل مقتل 66 شخصاً بسبب التعذيب. إضافة إلى 3 مجازر، وذلك على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا.

ووفقاً للتقرير فإنَّ ما لا يقل عن 203 حالة اعتقال تعسفي/ احتجاز بينها 13 طفلاً، و11 سيدة (أنثى بالغة) قد تم تسجيلها على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا في شباط، كانت النسبة الأكبر منها على يد قوات النظام السوري في محافظات ريف دمشق فدرعا فدمشق.

وبحسب التقرير فقد شهد شباط ما لا يقل عن 6 حوادث اعتداء على مراكز حيويَّة مدنيَّة، كانت 2 منها على يد جهات أخرى، و1 على يد كل من قوات النظام السوري، والقوات الروسية وقوات سوريا الديمقراطية، وفصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني.

جاء في التقرير أن شباط شهد استمرار العملية العسكرية التي تشنها قوات الحلف السوري الروسي على منطقة إدلب في شمال غرب سوريا منذ منتصف العام المنصرم 2021، مع تراجع ملحوظ في حدة الهجمات الأرضية لقوات النظام السوري في منطقة جبل الزاوية، حيث اقتصرت على هجمات استهدفت خطوط الجبهات في محيط القرى الجنوبية في جبل الزاوية، كما تعرضت قرى ريف إدلب الشمالي لهجمات أرضية عدة. فيما شهدت مناطق في ريف حلب الشمالي الغربي والشرقي تصاعداً في وتيرة القصف الصاروخي مصدره المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري وقوات الإدارة الذاتية الكردية شمال حلب، طالَ المدن الرئيسة بشكل أساسي.
وبحسب التقرير استمرت في شباط الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بشكل متقطع بين قوات الجيش الوطني وقوات سوريا الديمقراطية في القرى التابعة لناحية عين عيسى بريف الرقة الشمالي والخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، كما رصد التقرير حوادث قصف بين الطرفين باستخدام الأسلحة الثقيلة.

وعلى صعيد التفجيرات، سجل التقرير تصاعداً في حدة التفجيرات عبر عبوات ناسفة في مناطق سيطرة قوات الجيش الوطني السوري بريف حلب الشمالي والشرقي، طالت التفجيرات قيادات من الجيش الوطني السوري، كما شهدت مدينة رأس العين بريف الحسكة أيضاً، وكذلك في قرى بلدات ريف دير الزور الشرقي. كما سجل استمراراً في وقوع ضحايا مدنيين بسبب الألغام ومخلفات الذخائر في محافظات ومناطق متفرقة في سوريا، وقد بلغت حصيلة ضحايا الألغام في شباط 16 مدنياً بينهم 5 أطفال لتصبح الحصيلة الإجمالية للضحايا منذ بداية عام 2022، 20 مدنياً بينهم 8 أطفال. ورصد التقرير عمليات اغتيال لمدنيين على يد مسلحين لم يتمكن التقرير من تحديد هويتهم في محافظات عدة.

وفقاً للتقرير فقد استمر تدهور الوضع المعيشي والاقتصادي في شباط في عموم مناطق سوريا، وعلى صعيد مختلف السلع والمواد، شهدت الأسواق في مناطق النظام السوري ارتفاعاً ملحوظاً في كافة الأسعار، كما لا تزال تشهد مناطق سيطرة النظام السوري أزمة توافر أدوية وارتفاع مستمر في أسعارها. وعن شمال غرب سوريا، قال التقرير أنه على الرغم من الاستقرار النسبي في سعر صرف الليرة التركية ما زالت تشهد الأسواق ارتفاعات في أسعار المواد الغذائية والتموينية، ووصلت أسعار بعض المواد لمستويات قياسية تفوق القدرة الشرائية للمدنيين، في ظلِّ انتشار البطالة بشكل عام وعدم توفر فرص عمل وتدني أجور العاملين.

وبحسب التقرير ما زالت مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية تشهد ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية الأساسية، إضافة إلى الشح في مادة الخبز، مما يفاقم من تردي الأوضاع المعيشية فيها.
على صعيد جائحة كوفيد- 19 شهد شباط ارتفاعاً ملحوظاً في حصيلة الإصابات المسجلة بفيروس كوفيد- 19 في عموم مناطق سوريا، حيث سجلت الحصيلة الشهرية الأعلى من الإصابات منذ تشرين الثاني/ 2021. وقد تم الإعلان رسمياً من قبل وزارة الصحة التابعة لحكومة النظام السوري عن 3173 حالة إصابة، و86 حالة وفاة في شباط. فيما سجلت حالات الإصابات والوفاة بفيروس كورونا المستجد في شمال غرب سوريا في شباط حتى الـ 27 منه وفق ما أعلنه نظام الإنذار المبكرEWARN 3633 حالة إصابة و25 حالة وفاة. وبلغت الإصابات بفيروس كورونا في شباط وفق هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا 916 حالة إصابة و27 وفاة.

على صعيد اللجوء والنزوح والتشريد القسري لا تزال منطقة شمال غرب سوريا تعيش الآثار الكارثية للعواصف المطرية والثلجية وسوء الأحوال الجوية التي سادت في شهر كانون الثاني المنصرم، كما رصد التقرير استمرار اندلاع الحرائق في مخيمات النازحين في مناطق ريف إدلب الشمالي والغربي وريف حلب الشمالي، بسبب استخدام المدافئ ووسائل الطبخ. أما في مخيمات شمال شرق سوريا فما زالت الأوضاع كارثية داخل هذه المخيمات ومن أبرزها مخيم الهول بريف الحسكة الشرقي.

ذكر التقرير أنَّ الأدلة التي جمعها تُشير إلى أنَّ الهجمات وُجّهت ضدَّ المدنيين وأعيان مدنية، وقد ارتكبت قوات الحلف السوري الروسي جرائم متنوعة من القتل خارج نطاق القانون، إلى الاعتقال والتَّعذيب والإخفاء القسري، كما تسبَّبت هجماتها وعمليات القصف العشوائي في تدمير المنشآت والأبنية، وهناك أسباب معقولة تحمل على الاعتقاد بأنَّه تم ارتكاب جريمة الحرب المتمثلة في الهجوم على المدنيين في كثير من الحالات.

وأكَّد التقرير أنَّ الحكومة السورية خرقت القانون الدولي الإنساني والقانون العرفي، وقرارات مجلس الأمن الدولي، بشكل خاص القرار رقم 2139، والقرار رقم 2042 المتعلِّق بالإفراج عن المعتقلين، والقرار رقم 2254 وكل ذلك دون أية محاسبة.

وبحسب التقرير فإنَّ عمليات القصف العشوائي غير المتناسب التي نفَّذتها قوات سوريا الديمقراطية ذات القيادة الكردية تعتبر خرقاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني، وإن جرائم القتل العشوائي ترقى إلى جرائم حرب.

طالب التَّقرير مجلس الأمن باتخاذ إجراءات إضافية بعد صدور القرار رقم 2254 وشدَّد على ضرورة إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، بمن فيهم النظام الروسي بعد أن ثبت تورطه في ارتكاب جرائم حرب.
وأوصى التقرير مجلس الأمن بإصدار قرار خاص بحظر استخدام الذخائر العنقودية والألغام في سوريا على غرار حظر استخدام الأسلحة الكيميائية وأن يتضمَّن نقاطاً لكيفية نزع مخلفات تلك الأسلحة الخطيرة.

كما طالب كل وكالات الأمم المتحدة المختصَّة ببذل مزيد من الجهود على صعيد المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية في المناطق، التي توقَّفت فيها المعارك، وفي مخيمات المشردين داخلياً ومتابعة الدول، التي تعهدت بالتَّبرعات اللازمة.

دعا التَّقرير إلى تطبيق مبدأ مسؤولية الحماية (R2P)، خاصة بعد أن تم استنفاذ الخطوات السياسية عبر جميع الاتفاقات وبيانات وقف الأعمال العدائية واتفاقات أستانا، مؤكداً على ضرورة اللجوء إلى الفصل السابع وتطبيق مبدأ مسؤولية الحماية، الذي أقرَّته الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأوصى التقرير كلاً من لجنة التحقيق الدولية المستقلة (COI) بفتح تحقيقات في الحوادث الواردة فيه وما سبقه من تقارير وأكَّد على استعداد الشبكة السورية لحقوق الإنسان للتَّعاون والتزويد بمزيد من الأدلة والتَّفاصيل. ودعا إلى التركيز على قضية الألغام والذخائر العنقودية ضمن التقرير القادم.

طالب التقرير المبعوث الأممي إلى سوريا بإدانة مرتكبي الجرائم والمجازر والمتسببين الأساسيين في تدمير اتفاقات خفض التَّصعيد وإعادة تسلسل عملية السلام إلى شكلها الطبيعي بعد محاولات روسيا تشويهها وتقديم اللجنة الدستورية على هيئة الحكم الانتقالي.

كما أكَّد التقرير على ضرورة توقُّف النظام السوري عن عمليات القصف العشوائي واستهداف المناطق السكنية والمستشفيات والمدارس والأسواق واستخدام الذخائر المحرمة والبراميل المتفجرة، والامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي والقانون العرفي الإنساني.

كما أكَّد أنَّ على الدُّول الداعمة لقوات سوريا الديمقراطية الضَّغط عليها لوقف تجاوزاتها كافة في جميع المناطق والبلدات التي تُسيطر عليها. وأضاف أن على قوات سوريا الديمقراطية التَّوقف الفوري عن تجنيد الأطفال ومحاسبة الضباط المتورطين في ذلك، والتَّعهد بإعادة جميع الأطفال، الذين تمَّ اعتقالهم بهدف عمليات التَّجنيد فوراً.

وأوصى التقرير المعارضة المسلحة والجيش الوطني بضمان حماية المدنيين في جميع المناطق، وضرورة التميِّيز بين الأهداف العسكرية والأهداف المدنية والامتناع عن أية هجمات عشوائية.

وأخيراً شدَّد التقرير على ضرورة قيام المنظمات الإنسانية بوضع خطط تنفيذية عاجلة بهدف تأمين مراكز إيواء كريمة للمشردين داخلياً. وتزويد المنشآت والآليات المشمولة بالرعاية كالمنشآت الطبية والمدارس وسيارات الإسعاف بعلامات فارقة يمكن تمييزها من مسافات بعيدة.
إلى غير ذلك من توصيات إضافية…

للاطلاع على التقرير كاملاً

توثيق ما لا يقل عن 203 حالات اعتقال/ احتجاز تعسفي في شباط 2022 بينهم 13 طفلا و11 سيدة

النظام السوري يعترف بمقتل عشرات المختفين قسريا لديه

الشبكة السورية لحقوق الإنسان
متاح بالـ

 

بيان صحفي (لتحميل التقرير كاملاً في الأسفل):

باريس- قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر اليوم إنَّ ما لا يقل عن 203 حالات اعتقال/ احتجاز تعسفي بينهم 13 طفلاً و11 سيدة، قد تم توثيقها في شباط 2022، مشيرة إلى أن النظام السوري يعترف بمقتل عشرات المختفين قسريا لديه.

أوضحَ التَّقرير -الذي جاء في 19 صفحة- أنَّ معظم حوادث الاعتقال في سوريا تتمُّ من دون مذكرة قضائية لدى مرور الضحية من نقطة تفتيش أو في أثناء عمليات المداهمة، وغالباً ما تكون قوات الأمن التابعة لأجهزة المخابرات الأربعة الرئيسة هي المسؤولة عن عمليات الاعتقال بعيداً عن السلطة القضائية، ويتعرَّض المعتقل للتَّعذيب منذ اللحظة الأولى لاعتقاله، ويُحرَم من التواصل مع عائلته أو محاميه. كما تُنكر السلطات قيامها بعمليات الاعتقال التَّعسفي ويتحوَّل معظم المعتقلين إلى مختفين قسرياً.

يعرض التقرير حصيلة عمليات الاعتقال التَّعسفي/ الاحتجاز التي سجلها في شباط 2022 على يد أطراف النِّزاع والقوى المسيطرة في سوريا، ويستعرض أبرز الحالات الفردية وحوادث الاعتقال التَّعسفي والاحتجاز، التي وثقها فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان في المدة ذاتها، وتوزُّع حالات وحوادث الاعتقال تبعاً لمكان وقوع الحادثة. ولا يشتمل على حالات الخطف التي لم يتمكن من تحديد الجهة التي تقف وراءها. كما سجَّل التقرير عمليات الاعتقال التعسفي التي تحولت إلى اختفاء قسري.

جاء في التقرير أن قوات النظام السوري لم تتوقف عن ملاحقة واستهداف المدنيين في مناطق سيطرتها على خلفية معارضتهم السياسية وآرائهم المكفولة بالدستور السوري والقانون الدولي؛ الأمر الذي يُثبت مجدداً حقيقة أنه لا يمكن لأي مواطن سوري أن يشعر بالأمان من الاعتقالات؛ لأنها تتم دون أي ارتكاز للقانون أو قضاء مستقل، وتقوم بها الأجهزة الأمنية بعيداً عن القضاء وغالباً ما يتحول المعتقل إلى مختفٍ قسرياً وبالتالي فإن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري لا يمكن أن تشكِّل ملاذاً آمناً للمقيمين فيها، وهي من باب أولى ليست ملاذاً آمناً لإعادة اللاجئين أو النازحين، وأكَّد التقرير على أنه لن يكون هناك أي استقرار أو أمان في ظلِّ بقاء الأجهزة الأمنية ذاتها، التي ارتكبت جرائم ضد الإنسانية منذ عام 2011 وما زالت مستمرة حتى الآن. وفي هذا السياق أوردَ نقاطاً من خلفيات الاعتقال/ الاحتجاز التي سجلها في شباط، وقال إن قوات النظام السوري استمرت في ملاحقة واعتقال الأشخاص الذين أجروا تسوية لأوضاعهم الأمنية في المناطق التي سبق لها أن وقَّعت اتفاقات تسوية معه، وتركَّزت في محافظات ريف دمشق ودرعا ودير الزور، وحصل معظمها ضمن أطر حملات دهم واعتقال جماعية وعلى نقاط التفتيش. كما أشار التقرير إلى عمليات اعتقال استهدفت مدنيين، على خلفية انتقادهم الأوضاع المعيشية والفساد في مناطق سيطرة النظام السوري. وسجل عمليات اعتقال عشوائية بحق مواطنين في محافظة ريف دمشق، وحصل معظمها ضمن أطر حملات دهم واعتقال جماعية بذريعة التخلف عن الخدمة العسكرية الاحتياطية. كما سجل التقرير عمليات اعتقال بحق مواطنين بينهم سيدات في مدينة اللاذقية نفذها فرع الأمن الجنائي، بتهمة نقلهم أخباراً لجهات إعلامية خارجية.
كما رصد التقرير عمليات اعتقال استهدفت عدداً من المدنيين العائدين “اللاجئين والنازحين” بعد وصولوهم إلى مناطق عودتهم الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري، وتركزت في حماة وحلب.

على صعيد الإفراجات، رصد التقرير إخلاء النظام السوري سبيل ما لا يقل عن 9 مدنيين معظمهم من أبناء محافظات ريف دمشق ودرعا وإدلب، وذلك بعد انتهاء أحكامهم التعسفية، وبحسب التقرير فقد قضى المفرج عنهم مدد اعتقالهم/احتجازهم ضمن ظروف احتجاز غاية في السوء من ناحية ممارسات التعذيب، وشبه انعدام في الرعاية الصحية والطبية، والاكتظاظ الشديد في مراكز الاحتجاز، وكانوا قد اعتقلوا دون توضيح الأسباب وبدون مذكرة اعتقال.

وأضاف التقرير أن حصيلة الضحايا بسبب التعذيب المسجلة في شباط قد شهدت ارتفاعاً، وعزا ذلك إلى إبلاغ النظام السوري في شباط 56 عائلة من بلدة دير العصافير أن أقرباء لهم كان قد اعتقلهم النظام السوري قد ماتوا، وقد تم إبلاغهم عبر دائرة السجل المدني، وذكّر التقرير بظاهرة إبلاغ النظام السوري لعوائل المعتقلين بأن أبناءهم قد توفوا، لافتاً إلى أن هذا الإبلاغ هو بمثابة إدانة للنظام السوري الذي اعتقل هؤلاء الأشخاص، ثم أصبحوا في عداد المختفين قسرياً؛ لأنه أنكر وجودهم لديه، والآن يخبر الأهالي بوفاتهم، واعتقد التقرير أن سبب وفاتهم هو سوء الرعاية والتعذيب، وقال بأن سجلات المختفين قسرياً في الشبكة السورية لحقوق الإنسان تظهر أن هؤلاء كان قد تم اعتقالهم في عام 2018، وقد ماتوا تحت التعذيب في سجن صيدنايا العسكري.

من جهة أخرى سجل التقرير استمرار قوات سوريا الديمقراطية في سياسة الاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري في شباط، ورصد حملات دهم واحتجاز جماعية استهدفت مدنيين بذريعة محاربة خلايا تنظيم داعش، بعض هذه الحملات جرى بمساندة مروحيات تابعة لقوات التحالف الدولي. كما سجل عمليات احتجاز استهدفت مُدرّسين بذريعة دعوتهم طلاباً للاحتجاج على الأوضاع المعيشية والخدمية في مناطق سيطرتها، وتركزت في محافظة الرقة، إضافة إلى عمليات احتجاز استهدفت إعلاميين في محافظة الحسكة على خلفية انتقادهم سياسة قوات سوريا الديمقراطية. وأضافَ أن قوات سوريا الديمقراطية اختطفت في شباط أطفالاً بهدف اقتيادهم إلى معسكرات التدريب والتجنيد التابعة لها وتجنيدهم قسرياً.

طبقاً للتقرير فقد شهدَ شباط عمليات احتجاز قامت بها هيئة تحرير الشام بحق مدنيين، على خلفية التعبير عن آرائهم التي تنتقد سياسة إدارة الهيئة لمناطق سيطرتها، وتمَّت عمليات الاحتجاز بطريقة تعسفية على شكل مداهمات واقتحام وتكسير أبواب المنازل وخلعها، أو عمليات خطف من الطرقات أو عبر نقاط التفتيش المؤقتة. كما سجل التقرير احتجاز عناصر هيئة تحرير الشام مدنيين على خلفية مشاركتهم في احتجاجات شعبية مناهضة لها، على إثر إصابة سيدة بطلق ناري في الرأس مصدره أحد عناصر الهيئة.

مـن جهتهـا قامـت المعارضـة المسـلحة/ الجيـش الوطنـي بعمليـات احتجـاز تعسـفي وخطــف، حــدث معظمهــا بشــكل جماعــي، اســتهدفت قادميــن مــن مناطــق ســيطرة النظــام الســوري، كما رصد التقرير حــالات احتجــاز جــرت علــى خلفيــة عرقيـة وتركـزت فـي مناطـق سـيطرة المعارضـة المسـلحة/ الجيـش الوطنـي فـي محافظـة حلـب، وحـدث معظمهـا دون وجـود إذن قضائـي ودون مشـاركة جهـاز الشـرطة وهـو الجهـة الإدارية المخولـة بعمليـات الاعتقال والتوقيـف عبـر القضـاء، وبـدون توجيـه تهـم واضحة. كما سجل عمليات دهم واحتجاز شنَّتها عناصر في الجيش الوطني استهدفت مدنيين بينهم سيدات بتهمة التعامل مع قوات سوريا الديمقراطية، وتركزت هذه العمليات في بعض القرى التابعة لمدينة عفرين بريف محافظة حلب.

سجَّل التقرير في شباط ما لا يقل عن 203 حالات اعتقال تعسفي/ احتجاز بينها 13 طفلاً و11 سيدة، وقد تحول 126 منهم إلى مختفين قسرياً. كانت 96 حالة بينهم 4 طفلاً، و6 سيدة على يد قوات النظام السوري، و47 بينهم 9 طفلاً و2 سيدة على يد قوات سوريا الديمقراطية ذات القيادة الكردية. فيما سجَّل التقرير 29 بينهم 3 سيدة على يد جميع فصائل المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني، و31 على يد هيئة تحرير الشام.
واستعرض التَّقرير توزُّع حالات الاعتقال التعسفي/ الاحتجاز في شباط بحسب المحافظات، وأظهر تحليل البيانات أن الحصيلة الأعلى منها كانت من نصيب محافظة حلب تليها إدلب ثم ريف دمشق، ثم درعا، تلتها الرقة.

ووفقاً للتقرير فإنَّ المعتقلين على خلفية المشاركة في الحراك الشعبي نحو الديمقراطية في سوريا، وضمن أي نشاط كان سياسي، حقوقي، إعلامي، إغاثي، ومن يشابههم، فإن الأفرع الأمنية توجِّه إلى الغالبية العظمى من هؤلاء وتنتزع منهم تهماً متعددة تحت الإكراه والترهيب والتعذيب ويتم تدوين ذلك ضمن ضبوط، وتحال هذه الضبوط الأمنية إلى النيابة العامة، ومن ثم يتم تحويل الغالبية منهم إما إلى محكمة الإرهاب أو محكمة الميدان العسكرية. ولا تتحقق في هذه المحاكم أدنى شروط المحاكم العادلة، وهي أقرب إلى فرع عسكري أمني.

اعتبر التقرير أن قضية المعتقلين والمختفين قسراً من أهم القضايا الحقوقية، التي لم يحدث فيها أيُّ تقدم يُذكَر على الرغم من تضمينها في قرارات عدة لمجلس الأمن الدولي وقرارات للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي خطة السيد كوفي عنان، وفي بيان وقف الأعمال العدائية في شباط 2016 وفي قرار مجلس الأمن رقم 2254 الصادر في كانون الأول 2015.

أكَّد التقرير أنَّ النظام السوري لم يفِ بأيٍّ من التزاماته في أيٍّ من المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي صادق عليها، وبشكل خاص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيَّة والسياسية، كما أنَّه أخلَّ بعدة مواد في الدستور السوري نفسه، فقد استمرَّ في توقيف مئات آلاف المعتقلين دونَ مذكرة اعتقال لسنوات طويلة، ودون توجيه تُهم، وحظر عليهم توكيل محامٍ والزيارات العائلية، وتحوَّل قرابة 68 % من إجمالي المعتقلين إلى مختفين قسرياً.

وأشار التقرير إلى أن الأطراف الأخرى (قوات سوريا الديمقراطية وهيئة تحرير الشام والمعارضة المسلحة/ الجيش الوطني) جميعها ملزمة بتطبيق أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان، وقد ارتكبت انتهاكات واسعة عبر عمليات الاعتقال والإخفاء القسري.

طالب التقرير مجلس الأمن الدولي بمتابعة تنفيذ القرارات الصادرة عنه رقم 2042 و2043، و2139.
وأكَّد التقرير على ضرورة تشكيل الأمم المتحدة والأطراف الضامنة لمحادثات أستانا لجنة خاصة حيادية لمراقبة حالات الإخفاء القسري، والتَّقدم في عملية الكشف عن مصير قرابة 102 ألف مختفٍ في سوريا، 85 % منهم لدى النظام السوري والبدء الفوري بالضَّغط على الأطراف جميعاً من أجل الكشف الفوري عن سجلات المعتقلين لديها، وفق جدول زمني، وفي تلك الأثناء لا بُدَّ منَ التَّصريح عن أماكن احتجازهم والسَّماح للمنظمات الإنسانية واللجنة الدولية للصَّليب الأحمر بزيارتهم مباشرة.
وشدَّد التقرير على ضرورة إطلاق سراح الأطفال والنِّساء والتَّوقف عن اتخاذ الأُسَر والأصدقاء رهائنَ حرب.
إلى غير ذلك من توصيات إضافية.

للاطلاع على التقرير كاملاً