رسالة مشتركة إلى الدول الداعمة للسلام وحقوق الإنسان بشأن واقع حقوق الإنسان في الجولان السوري المحتل
بواسطة: Getty
أعلنت الولايات المتحدة يوم الاثنين 25 آذار مارس 2019 اعترافها بسيادة إسرائيل الكاملة على الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967 في تعارض كامل مع قرارات مجلس الأمن 242 و 497 ما يمثل مؤشر خطير يمجد الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان، ويضفي الشرعية على أعمال تشكل انتهاكا صريحا للقانون الدولي العام ويكرّم أعمال العدوان العسكري وما نتج عنها من تهجير ودمار وفقدان لحقوق السوريين والاستيلاء على الممتلكات والأرض من قبل كافة أطراف الصراع ممن لازالوا حتى اللحظة يتنازعون الأرض والمجتمع السوري.
وبرغم أن قرار الولايات المتحدة لا يغير من الوضع القانوني للجولان بصفتها أرض واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي، فإن هذه الخطوة تمثل تهديداً حقيقيا لمستقبل السلام الممكن في سوريا والشرق الأوسط والمنطقة كاملة وتفقد الولايات المتحدة مصداقيتها كوسيط وشريك في صنع السلام في المنطقة – كما تدعي – الأمر الذي يتطلب إجراء مراجعة شاملة لعملية السلام تتضمن إيجاد وسطاء حياديين.
نحن المنظمات والحركات والتجمعات والمبادرات المدنية الموقعة أدناه ندعو القوى والدول الداعمة للسلام وحقوق الإنسان الأساسية للوقوف معاً والتصدي لكافة أشكال تطبيع نتائج الأعمال الحربية في سوريا والمنطقة وإعلان مواقف رسمية تؤكد رفض كافة أشكال الاحتلال والاستحواذ على الأراضي، وإتخاذ إجراءات عملية تؤكد على التمسك والدفاع عن حقوق المواطنين السوريين خاصة من أبناء الجولان النازحين منذ 1967 في موطنهم الأصلي، على اعتباره جزء لا يتجزأ من الحل والطريق نحو إحلال سلام حقيقي مستدام في سوريا والشرق الأوسط.
لقد ارتكبت إسرائيل عملاً عدوانيًاً عندما هاجمت سوريا عام 1967؛ فاستولت على الجولان، وشردت عنوة حوالي 130 ألف شخص، ما يعادل 95٪ من سكانها الأصليين، وهدمت 240 قرية ومزرعة كانوا يقطنونها. وبرغم رفض الأمم المتحدة لهذا العدوان ونتائجه، تستمر إسرائيل في انتهاكاتها المتواصلة للقانون الدولي في الجولان المحتل حتى اليوم في تعارض كامل مع الشرعة الدولية بما في ذلك لوائح لاهاي واتفاقيات جنيف التي تنظم الاحتلال العسكري، لتؤكد لجميع المتحاربين في سوريا والمنطقة إمكانية متابعة الانتهاكات الفظيعة للقانون الدولي، وتشجع التوسع الإقليمي من خلال العدوان في تجاهل كامل لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها.
تقرير موجز: النظام السوري وحلفاؤه يتحملون مسؤولية العقوبات الدولية بسبب ارتكابهم جرائم فظيعة ضد الشعب السوري
مجلس الأمن لم يفرض أية عقوبات ضد النظام السوري على الرغم من استمرار الانتهاكات منذ ثماني سنوات
بواسطة: Rick Bajornas
أولاً: كثير من الانتهاكات التي تعرَّض لها الشعب السوري تُشكِّل جرائمَ ضدَّ الإنسانية:
تعرَّض السوريون على مدى السنوات الثماني الماضية لأصناف متعددة من الانتهاكات التي مارستها السلطة الحاكمة ضدَّهم بدءاً بعمليات القتل خارج نطاق القانون إلى التعذيب والإخفاء القسري وصولاً إلى استخدام الأسلحة الكيميائية ضدَّهم، وقد بلغ قسم كبير من هذه الانتهاكات مرتبة الجرائم ضدَّ الإنسانية وجرائم الحرب، منذ التقرير الأول للجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الجمهورية العربية السورية وصولاً إلى تقريرها الأخير، وكذلك قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي أشارت بشكل متكرر إلى أن السلطات السورية قد ارتكبت انتهاكات على نحو جسيم منهجي وواسع النطاق.
وفي هذا السياق، ولنتصوَّر حجم الكارثة التي مرَّ بها الشعب السوري، نورد حصيلة لأبرز انتهاكات حقوق الإنسان التي تعرَّض لها الشعب السوري من قبل الحكومة التي يقودها بشار الأسد، التي تمكنَّا من تسجيلها في قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان منذ اندلاع الحراك الشعبي نحو الديمقراطية في سوريا في آذار/ 2011 حتى 15/ نيسان/ 2019، وهذه الإحصائيات تُمثِّل الحدَّ الأدنى في ظلِّ الصُّعوبات والتَّحديات، التي تواجه عمليات التَّوثيق، ولمزيد من التَّفاصيل عن آلية جمع وتحقيق المعلومات بالإمكان الاطلاع على منهجية عملنا.
• قتلت قرابة 198532 مدنياً، بينهم 22523 طفلاً، و11732 سيدة (أنثى بالغة)، و657 من الكوادر الطبية، و158 من كوادر الدفاع المدني، و544 من الكوادر الإعلامية، إضافة إلى مقتل قرابة 14009 أشخاص بسبب التعذيب.
• لا يزال ما لا يقل عن 127916 شخصاً بينهم 3469 طفلاً، و7721 سيدة (أنثى بالغة) قيد الاعتقال في سجون قوات النظام السوري.
• ما لا يقل عن 82 ألف مختفٍ قسرياً.
• ما لا يقل عن 216 هجوماً بأسلحة كيميائية.
• ما لا يقل عن 217 هجوماً بذخائر عنقودية، و19 هجوماً بأسلحة حارقة على مناطق مأهولة بالسكان.
• ما لا يقل عن 77146 برميلاً متفجراً ألقاها طيران مروحي وثابت الجناح تابع للنظام السوري.
• قرابة 14.2 مليون نسمة بين نازحٍ ولاجئ نتيجة هجمات شنَّتها قوات الحلف السوري الروسي الإيراني.